في زيارته الثانية إلى غزة منذ عملية "طوفان الأقصى"، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالاستمرار في الحرب، حتى وإن ارتفع عدد القتلى، رغم الضغوط الأمريكية المتزايدة للتخفيف من حدة الحرب، بعد سقوط الآلاف من المواطنين الأبرياء في القطاع.
استمرار الضغط العسكري
خلال تفقده قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في غزة، أكد بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب "مستمرة في الحرب حتى وإن ارتفع عدد القتلى"، متعهدًا بالاستمرار في مسار الحرب. وجاءت زيارة نتنياهو بعد ساعات من إعلان مسؤولين الصحة في غزة أن ضربة مدمرة استهدفت حيًا مكتظًا بالسكان خلال الليل، وأودت بحياة المئات من المواطنين الأبرياء، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وبعد عودته من غزة، أكد نتنياهو أن الضغط العسكري كان حاسمًا في تحرير نحو 100 رهينة في تبادل الأسرى الذي تم في نوفمبر، وأن العدوان العسكري مستمر، مضيفًا، أنه سيكون ضروريًا لتحرير الإسرائيليين المحتجزين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في كلمة ألقاها أمام الكنيست - البرلمان الإسرائيلي: "لن ننجح في تحرير جميع الرهائن بدون ضغط عسكري، لن نتوقف عن القتال". وفي نهاية كلمته، انطلق هتاف من مشاهدي الجلسة، حيث كان يجلس أفراد عائلات الرهائن، إذ هتفوا قائلين "الآن! الآن! الآن".
مجزرة جديدة للاحتلال
وتؤكد الضربة التي وقعت مساء الأحد في وسط قطاع غزة على مخاطر تعرض المدنيين للقتال المتصاعد، وكان الغزيون في حداد على الضحايا في حي المغازي، حيث لجأ العديد من الذين هربوا من القتال في أجزاء أخرى من القطاع للمأوى، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأظهرت الصور التي التقطت اليوم الاثنين مبنى من الخرسانة الرمادية يكشف عن ثقوب مظلمة، حيث كانت توجد الغرف. حيث كانت هناك كومة من الأنقاض، ويبدو أن الرجال يحفرون للبحث عن ناجين أو جثث دون استخدام أي معدات ثقيلة.
وفي البداية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن 70 شخصًا لقوا حتفهم في الهجمات التي وقعت أمس الأحد في حي المغازي، لكن يصعب الوصول إلى العدد الحقيقي، حيث يعاني القطاع من نقص في الكهرباء وانقطاعات في الاتصالات، التي جعلت التفاصيل غامضة.
فقدان الدعم
وقد فقدت إسرائيل بعضًا من الدعم الدولي بعد عدوانها الغاشم على غزة، إذ وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي على إجراء يهدف إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة. ويدعو مشروع القرار إلى إطلاق سراح الرهائن، واتخاذ "خطوات عاجلة" للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الضرورة الملحة "لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية".
وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت النهائي، لكنها لم تعرقل القرار، في علامة على كيفية محاولتها تكثيف الضغوط على إسرائيل بشأن تعاملها مع الحرب، وتضغط أيضا ألمانيا وبريطانيا وفرنسا على جيش الاحتلال لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف مُستدام لإطلاق النار.