بينما الوضع الإنساني في غزة من سيئ لأسوأ، إذ أعلنت الأمم المتحدة انهيار كامل القطاع الصحي في القطاع المحاصر تحت وطأة آلة الحرب الإسرائيلية لأكثر من شهرين، في مواجهة إدانات المجتمع الدولي، تتمسك دولة الاحتلال بأنها قدمت كل مساعدة ممكنة لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة.
انهيار النظام الصحي في غزة
أصدر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، بيانًا، اليوم الأربعاء، مفاده أن نظام الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قد انهار.
وقالت لين هاستينجز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "نعلم جميعًا أن نظام الرعاية الصحية قد انهار".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة موجودون الآن في رفح هربًا من القصف الإسرائيلي، وشددت قائلة: "هذا لا يؤدي إلا إلى أزمة صحية".
وأضافت أن الناس في غزة يضطرون إلى الوقوف في طوابير لساعات لأجل الوصول إلى المرحاض. قالت: "يمكنك أن تتخيل كيف هي ظروف الصرف الصحي".
وأبلغت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، عن ارتفاع حاد في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال وغيرها من الأمراض سريعة الانتشار.
الاحتلال يزعم تقديم كل مساعدة ممكنة
ردًا على ذلك قال يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي، والحليف المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للصحفيين، اليوم الأربعاء، "لقد عرضنا كل مساعدة ممكنة"، مشيرًا إلى مستشفيات ميدانية أقامتها كل من الإمارات العربية المتحدة والأردن داخل غزة.
وتمسك المسؤول برواية الاحتلال- التي نفتها الفصائل مرارًا- حول نشاط حماس من المستشفيات قائلًا "هناك تداخل بين النظام الطبي والمستشفيات وبين أنشطة حماس الإرهابية. وهذا ليس شيئًا سوف نتسامح معه"، بحسب ما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
ثلث مستشفيات غزة تعمل جزئيًا
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إن 11 مستشفى فقط من بين 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي، واحدة في شمال القطاع و10 في جنوب القطاع، بما يعادل أقل من ثلث المستشفيات في القطاع.
ومع استمرار حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان، المستشفى الوحيد العامل في شمال غزة، واقتحامه مؤخرًا، فمن المتوقع أن يخرج بدوره من الخدمة خلال أيام، بمجرد نفاد المستلزمات الطبية بداخله.
جحيم حقيقي في غزة
وفي أعقاب زيارة ثالثة أجراها للقطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وصف أوضاع غزة بأنه "جحيم حي".
قال لازاريني خلال اجتماع للمنتدى العالمي للاجئين التابع للأمم المتحدة في جنيف، تعتبر الأوضاع في غزة "جحيمًا حيًا'.
وأشار المسؤول الأممي إلى التهجير القسري لمعظم سكان القطاع، قال: لقد تم تهجير معظم سكان غزة قسرًا، معظمهم إلى الجزء الجنوبي من القطاع. وتستضيف رفح الفلسطينية الآن أكثر من مليون شخص بعد أن كان يسكنها 280 ألف شخص، قبل الحرب.
وأوضح الوضع الصعب الذي يعيشه النازحون في مستودعات الأونروا هربًا من ويلات الحرب قائلًا إن رفح تفتقر إلى البنية التحتية والموارد اللازمة لدعم مثل هذا الحجم الهائل من السكان، مضيفًا: داخل مستودعاتنا، تعيش العائلات في مساحات صغيرة تفصل بينها بطانيات معلقة على هياكل خشبية.
الضرورة تقتضي وقف إطلاق النار
وإسرائيل ملزَمة، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال، بضمان توفير المعايير الكافية من النظافة الصحية والصحة العامة وتأمين الغذاء والرعاية الطبية للسكان القابعين تحت احتلالها، وأن تسمح للمجتمع الإنساني بتقديم المعونات بأمان داخل غزة، وفق بيان أوردته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في العاشر من ديسمبر تزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وأوضح البيان الأممي أن الأزمة لا تتعلق بعدد الشاحنات التي تدخل غزة، أو بالمناطق الآمنة، منددا بالإعلان أحادي الجانب الذي تصدره إسرائيل، قائلًا إن إصدار سلطة قائمة بالاحتلال إعلان عن رقعة من الأرض لا تتوفر فيها أي بنية تحتية أو غذاء أو مياه أو رعاية صحية أو نظافة صحية باعتبارها منطقة آمنة لا يعني أنها كذلك.
وشدد التقرير الأممي على أن الضرورة تقتضي وقفًا لإطلاق النار، والتشاور بشأن شروطه مع العاملين في المجال الإنساني والمدافعين عن حقوق الإنسان.