الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

آخرهم ميدو.. السينما المصرية طريق آخر لشهرة لاعبي كرة القدم

  • مشاركة :
post-title
أحمد حسام ميدو في لقطة من مشاركاته الفنية

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

يظل سحر السينما عنصر جذب لكل المشاهير، تبهرهم أضواؤها وتخطفهم قصصها، ليندمجوا فيها رويدًا رويدًا، ويصبحوا أحد أبطال قصصها، وعلى مدار تاريخها نجحت السينما المصرية في أن تخطف نجوم كرة القدم ليتركوا المستطيل الأخضر باحثين عن سحر الشاشة الكبيرة، لتكون مساحة جديدة لاستكمال مسارهم نحو الشهرة بعد اعتزال كرة القدم أو حتى خلال وجودهم داخل جدران أحد الأندية، ولعل أحد أشهر الأمثلة على ذلك الكابتن صالح سليم اللاعب ورئيس مجلس إدارة النادي الأهلي المصري، الذي شارك في ثلاثة أفلام هي "السبع بنات" عام 1961، "الشموع السوداء" عام 1962، و"الباب المفتوح"، الذي لم يكن راضيًا عن وجوده به، ووصفه في أحد البرامج التلفزيونية بـ"نزوة شباب".

خطوات صالح سليم نحو السينما باتت مثالًا يحتذى به لمن بعده من اللاعبين الذين فضّلوا الاستمرار في الشهرة عبر بوابة السينما، فكان ظهور حارس مرمي النادي الأهلي السابق إكرامي، الذي شارك في عدد من الأعمال بشخصيته الحقيقية منها "يا رب ولد"، و"رجل فقد عقله"، فيما شارك كممثل في أفلام "مرسي فوق ومرسي تحت"، "إحنا بتوع الاسعاف"، وكذلك الأمر بالنسبة للاعب النادي الأهلي شريف عبد المنعم الذي قدّم 12 فيلمًا ومسلسلًا من بينها "قبضة الهلالي"، و"فتاة من إسرائيل".

في المقابل كان للاعب النادي الأهلي المصري أحمد صلاح حسني قرار آخر بعد أن فضّل اعتزال لعب كرة القدم والاتجاه لعالم الفن، فبجانب عمله كملحن مع أكبر المطربين، اتجه للتمثيل وحقق نجاحات في عدد من الأعمال الفنية فبعد ظهوره في مسلسل "شربات لوز" بطولة الفنانة يسرا، ليتوغل في المجال الفني ويثبت موهبته، إذ قدّم العديد من الأعمال من أبرزها مسلسلات "عوالم خفية، حكايات بنات الجزء الثالث، نصيبي وقسمتك 2، وكوفيد 25، الدايرة"، وعدد آخر من الأعمال المميزة.

تجربة أولى

الأمثلة حول مغادرة اللاعبين المستطيل الأخضر والاتجاه للسينما المصرية كثيرة، كان من بينها تجربة فيلم "الزمهلاوية" الصادر عام 2008، وشهد مشاركة اللاعبين خالد بيبو، محمد شوقي، عمرو زكي، عصام الحضري، كما شهدت بعض التجارب الفنية مشاركة لاعب كرة القدم العالمي أحمد حسام ميدو، الذي بدأ كلاعب في نادي الزمالك وانتقل بعدها إلى عدد من الفرق الأوروبية، وبعد ابتعاده عن الملاعب قرر دخول عالم الفن، ورغم ظهوره في عدد من الأعمال الفنية بشخصيته الحقيقية كضيف شرف، من بينها مسلسل "اللعبة" مع شيكو وهشام ماجد، وهو المسلسل نفسه الذي شهد مشاركة حارس مرمى المنتخب المصري الأسبق عصام الحضري بشخصيته الحقيقية، كما ظهر ميدو في مسلسل "سوتس بالعربي" مع آسر ياسين وأحمد داود، والآن يخوض ميدو تجربته الأولى كممثل من خلال فيلم "الحريفة" للمؤلف إياد صالح والمخرج رؤوف السيد، وتدور أحداثه حول لاعب كرة تدفعه الظروف العائلية للانتقال من مدرسته الدولية إلى أخرى حكومية، ليشارك في مباريات بالساحات الشعبية ويحلم بالوجود في بطولة كبيرة للحصول على مليون جنيه.

نجاح محدود

النجاح الكبير في الملاعب لا يعني بالضرورة تحقيقه في عالم الفن، هذا ما أثبتته التجربة عبر سنوات طويلة، فلا توجد قاعدة ثابتة، وحول تقييم مشاركة اللاعبين في السينما والتلفزيون يؤكد الناقد المصري كمال رمزي أن نسبة كبيرة جدًا من هذه التجارب فشلت، إذ قال: "إذا رصدنا مشوار الرياضيين سنجد أن هناك أسماء كبيرة في عالم الكرة فشلت في السينما والتلفزيون، والعدد الصغير الذي حقق النجاح كان نجاحه محدودًا، وذلك لأن للسينما مقومات خاصة، فالمنتجون يبحثون عن لاعبي الكرة ذات الشعبية الكبيرة بهدف جذب الجمهور لدور العرض".

وتابع: "عالم السينما مغرٍ لكل الفئات، وعدد كبير من الأسر اليوم يحلم بأنه يكون ابنه إما لاعب كرة قدم أو ممثلًا، لأن المهنتين تشتركان في عنصري الشهرة والمال، فهما من المهن المميزة، ولكن ليس من الطبيعي أن يكون المجتمع ككل في هاتين المهنتين، لكن هذا لا يمنع أنها مغرية، أما الأمر الثاني فيتعلق بالمنتجين الذين يجمعون بين كرة القدم والتمثيل من أجل الجمهور، فهم يبحثون عن عنصر الإغراء بأن تشاهد لاعبك المفضل على شاشات السينما".

صالح سليم
ظاهرة بين النجاح والفشل

يؤكد الناقد المصري محمود قاسم أن الجمهور يحب أن يرى لاعب كرة القدم في عمل سينمائي ولكن في وظيفته وليس كممثل، حيث قال: "لدينا تجارب كثيرة فمنذ حقبة الستينيات والمنتجون متحمسون لتلك التجربة، خصوصًا مع ارتفاع شهرة كرة القدم في هذا التوقيت، حتى إنهم كانوا ينتجون أعمالًا عن لاعبي الكرة ليس شرطًا أن يكون موجود فيها لاعبين، وكان أبرز نجوم تلك المرحلة هو المايسترو صالح سليم، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في فيلم "الشموع السوداء" وتحمّس له المنتجون، ولكنه اكتفى بثلاثة أعمال فقط، ثم قال أنا لست ممثلًا".

ويوضح: "لا يمكن الحكم على كل التجارب بالفشل، فالأمر منقسم، فهناك من استطاع أن ينجح ويثبت موهبته، وآخرون اتجهوا للأدوار الخفيفة ولم يحققوا النجاح الكبير، ولكن في النهاية هي ظاهرة موجودة لزيادة إيرادات شباك التذاكر والترويج، ولكن أيضًا هي ليست قاعدة ثابتة فهناك أفلام تنجح وأخرى تفشل، وهذا ما أثبتته التجارب السابقة، والسيناريو والفكرة والتجربة ككل هي من تحكم".

أحمد صلاح حسني