شهدت العلاقات بين الأرجنتين والصين، على مر التاريخ، تطورًا وتعاونًا متزايدًا في مجالات متعددة، وعزّز العديد من رؤساء الأرجنتين التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة. ومع استمرار نمو الصين كقوة عالمية، من المتوقع أن تستمر العلاقات الثنائية بين البلدين في التطور والتوسع في المستقبل، رغم ما شهدته في الفترة الأخيرة من بعض التوترات.
وعقب تولى اليميني المتطرف، خافيير ميلي زمام الحكم في الأرجنتين، تعهد بوقف العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين لبلاده وهما الصين والبرازيل، مشيرًا إلى أنه لا يريد التعامل مع الشيوعيين والاشتراكيين، لكن أمس السبت جرى تطور عملي بعد ما أعربت الأرجنتين عن نيتها في تعيين سفير جديد للصين حفاظًا على علاقتها الاستراتيجية مع التنين الصيني.
وفيما يلي نظرة مفصلة على علاقات الرؤساء الأرجنتينيين بالصين على مر التاريخ:
كارلوس مينم
تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأرجنتين والصين في عهد الرئيس كارلوس مينم في عام 1972. قدم الرئيس "مينم" الترحيب والدعم للصين بعد توليها مقعدًا في الأمم المتحدة، ما ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
راؤول ألفونسين
في عهد الرئيس راؤول ألفونسين (1983-1989)، توسعت العلاقات الاقتصادية بين الأرجنتين والصين. وتم توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية بين البلدين، وزاد حجم التبادل التجاري بشكل كبير.
كارلوس منيم
خلال فترة رئاسة كارلوس منيم (1989-1999)، تطورت العلاقات الاقتصادية بين الأرجنتين والصين بشكل كبير، وتم تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والتعليم والثقافة، كما قام الرئيس منيم بزيارة رسمية إلى الصين في عام 1996، ما ساهم في تعزيز التواصل بين البلدين.
نيستور كيرشنر
في عهد الرئيس نيستور كيرشنر (2003-2007)، ازداد التركيز على توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين. وتم توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والتعدين والنقل والزراعة. وزار "كيرشنر" الصين في عام 2004 لتعزيز العلاقات الثنائية.
كريستينا فرنانديز دي كيرشنر
خلال فترة رئاسة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر (2007-2015)، شهدت العلاقات الاقتصادية بين الأرجنتين والصين تطورًا ملحوظًا، إذ تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والنقل والاتصالات. وأجرت أيضًا زيارة استثنائية إلى بكين في عام 2014 لتعزيز التعاون الثنائي.
ماوريسيو ماكري
في فترة رئاسة ماوريسيو ماكري (2015-2019)، تم تعزيز التعاون الاقتصادي بين الأرجنتين والصين. وتم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الزراعة والتعدين والبنية التحتية والصناعة، وتم تعزيز التجارة بين البلدين. وأجرى "ماكري" زيارة خاصة لبكين ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وجذب الاستثمارات الصينية إلى بلاده.
ألبرتو فرنانديز
تواصلت العلاقات بين الأرجنتين والصين في عهد الرئيس ألبرتو فرنانديز الذي تولى السلطة في عام 2019. وفي ظل جائحة كورونا، تلقت الأرجنتين دعمًا من الصين في مجال الصحة، حيث تم تقديم مساعدات طبية ولقاحات.
خافيير ميلي
عقب إعلان "ميلي" رئيسًا للأرجنتين في وقت سابق من هذا العام، تعهد باتباع سياسة مناهضة للصين وروسيا، متحالفًا مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما أعلن عزم بلاده الانسحاب من تكتل "بريكس" التي قد تمت دعوة بوينس آيرس للانضمام إليه هذا العام.
وبعد توتر العلاقات في الأيام القليلة الماضية، تخطط الأرجنتين لتعيين دبلوماسي ذي خبرة كسفير جديد لها في الصين، إذ تسعى بوينس آيرس لتخفيف التوترات في العلاقات مع ثاني أكبر شريك تجاري لها.