تعاني العلاقات بين الأرجنتين - واحدة من أكبر اقتصادات أمريكا الجنوبية - والصين من توترات منذ أن تولى خافييير ميلي زمام البلاد، الذي صرّح علنًا بتخطيطه لحمل شعار قطع العلاقات مع الصين.
لذا تخطط الأرجنتين لتعيين دبلوماسي ذي خبرة كسفير جديد لها في الصين، إذ تسعى بوينس آيرس لتخفيف التوترات في العلاقات، التي تضغط عليها انتقادات الرئيس خافيير ميلي، للشريك التجاري الثاني لبلاده.
ويأتي قرار ترشيح مارسيلو سواريز سالفيا، الدبلوماسي الذي يعمل حاليًا كسفير أعلى في ترينيداد وتوباجو، بعد جولات متعددة من المفاوضات الرسمية وغير الرسمية بين بوينس آيرس وبكين، حسبما ذكرت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية.
وبحسب بوابة "إل زوندا" الإخبارية الأرجنتينية، فقد تلقت بكين اقتراح تعيين "سالفيا" وأبلغت بوينس آيرس بأنها ستقبله.
وتعهد ميلي، الليبرالي اليميني، بإعادة توجيه بلاده نحو الولايات المتحدة وتخفيض العلاقات مع الصين، أكبر مشترٍ لفول الصويا واللحم الأرجنتيني. كما تعد الصين مستثمرًا رئيسيًا في صناعة الليثيوم في الأرجنتين، بالإضافة إلى مجموعة من البنية التحتية، بدءًا من السكك الحديدية وصولاً إلى المزارع الشمسية.
كان "ميلي" قد وصف الصين بأنها "قاتلة" خلال حملته الانتخابية، وأشار إلى أن بلاده قد لا تنضم إلى بريكس، وهو تحالف يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وبعد ذلك، ذكرت تقارير أن الصين قد جمّدت صفقة تبادل عملة بقيمة 6.5 مليار دولار مع الأرجنتين، وهي صفقة تم التفاوض عليها من قِبل الرئيس السابق ألبرتو فرنانديز.
وعندما سئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أول أمس الخميس، حول هذه التقارير، لم ينفِها وقال إن الصين لا تزال ملتزمة "بالتعاون مع الأرجنتين على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة".
وفي سياق متصل، تري كوي شوجون، أستاذة ومديرة مركز الدراسات اللاتينية في جامعة رينمين الصينية، أن تعيين سالفيا يمكن اعتباره أحدث محاولة من حكومة ميلي لتثبيت العلاقات مع الصين. إذ يعتبر سالفيا دبلوماسيًا ذا خبرة عالية، وقام بتنسيق رئاسة الأرجنتين لمجموعة السبع والسبعين والصين في عام 2011. وسيحل محل سابينو فاكا نارفاخا، الذي أصبح سفيرًا في مارس 2021.
وقالت كوي: "عادةً ما يكون لدى الدبلوماسيين ذوي الخبرة العريضة تعامل مع بعض القضايا المعقدة مثل التعاون التجاري أو الاختلافات العقائدية، وهذا سيكون مفيدًا لتوجيه العلاقات بين الصين والأرجنتين".
وفي عام 2015، أصبح ماوريسيو ماكري رئيسًا للأرجنتين بعد اتباعه موقف صارم تجاه بكين في حملته الانتخابية. ومع ذلك، خلال فترة ولايته، وقّع اتفاقات استثمارية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات مع الصين، تشمل قطاعات الطاقة والتعدين والزراعة والنقل.
وأضافت "كوي" أن الجانبين تعلما كيفية التعامل مع الاختلافات العقائدية، وأنه من غير المرجح أن تنحرف الحكومات اليمينية الجديدة المنتخبة في أمريكا اللاتينية كثيرًا نحو اليمين، خاصة في القضايا الاقتصادية.
وقالت: "تواجه الأرجنتين العديد من التحديات العملية، مثل كيفية تحسين معدلات التوظيف وتعزيز الاقتصادات المحلية، التي يصعب تجاوزها من دون تعاون عميق مع الصين".