تجري الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، على قدم وساق بين الرئيس الحالي جو بايدن، الذي يسعى لفترة رئاسية ثانية، بينما يحاول غريمه الرئيس السابق دونالد ترامب، العودة من بعيد بهدف الوصول مرة أخرى للبيت الأبيض، وهو ما جعل بايدن وفريق حملته يبحثون في دفاترهم عن الكتل الانتخابية التي يحتاجها للفوز بالفترة الجديدة، التي تسمى "مجتمعات الأقليات".
يأتي ذلك في الوقت الذي خسر فيه بايدن واحدة من أهم الكتل الانتخابية في أمريكا، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وهي الكتلة المسلمة والعربية، التي يُعتبر دورها مهمًا وحاسمًا في المنافسة بين المرشحين، بعد ما قدرتها اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز بأن عددهم يقارب 4 ملايين مسلم أمريكي من أصل عربي لهم حق التصويت.
تحسين مكانة "بايدن"
ويسعى الرئيس الأمريكي الحالي إلى تحسين مكانته لدى باقي الكتل الانتخابية على رأسهم السود والإسبان واللاتينيين، بجانب الشباب، إذ كشف استطلاع رأي أجرته شبكة CNBC، عن وجود انخفاض حاد في دعم السود لبايدن وصل إلى نسبة 60%، الذي اعتبره محللون تطورًا صادمًا بالنسبة لمجموعة سكانية كانت داعمة قوية له في الانتخابات الأخيرة بنسبة 92%.
الاستطلاع الأخير أيضًا لمركز "بيو" الأمريكي، كشف عن معدلات تأييد منخفضة لبايدن من الكتلة الانتخابية الإسبانية بنسبة بلغت 33% فقط، وهو الأمر الذي دفع حملة بايدن الانتخابية للعمل بكثافة وفق خطة مدروسة بهدف زيادة أعداد مؤيدي الرئيس الأمريكي بايدن من الناخبين السود والإسبان، وإقناعهم بالمشاركة في يوم الانتخابات، وذلك وفقًا لشبكة "إكسيوس" الأمريكية.
استراتيجية جديدة
فريق حملة بايدن الانتخابي، قرر الاعتماد على استراتيجية جديدة لتنفيذ ذلك، ففي البداية وضع ميزانية إعلانية ضخمة، ووضعها تحت تصرف الاستثمارات الخاصة بمجتمعات الأقليات، وهو ما أكدته جولي شافيز رودريجيز، مديرة حملة بايدن، التي قالت إن الميزانية الإعلانية لحملة بايدن ستشمل العام المقبل استثمارات في وسائل الإعلام الأمريكية من أصل إفريقي، بجانب إطلاق إعلانات إذاعية على محطات الراديو المملوكة لذوي الأصول الإسبانية.
وسلّط التقرير الضوء على جولات وتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الفترة الماضية، لتنفيذ تلك الأجندة الانتخابية، كان آخرها سفره إلى ولاية ويسكونسن وأكبر مدنها ميلووكي، الأربعاء الماضي، لتسليط الضوء على استثمارات إدارته في الشركات المملوكة للسود، بجانب اجتماعه بأعضاء غرفة التجارة السوداء، الذي أكد خلالها أنه عندما تنمو الشركات الصغيرة للسود، يستفيد كل شيء في أمريكا، وهو التصريح الذي اعتبرته حملته الانتخابية إيجابيًا ويخدم أهداف الاستراتيجية.
استخدام المؤثرين وعفو عن سجناء
يقوم فريق بايدن كذلك بعمل حملات مدفوعة على المواقع الإخبارية الخاصة بالسود، لتسليط الضوء على جهود إدارته في دعم المزارعين والصنّاع السود، بخلاف بث حملات مدفوعة لإبراز جهود بايدن في تعزيز المساواة العرقية خلال مباريات كرة القدم في الجامعات والمدارس.
التقرير كشف أيضًا عن اعتماد الرئيس الأمريكي جو بايدن على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي بجميع منصاتها، للترويج لسجله الانتخابي، وتوجيه رسالته بشكل دقيق للوصول إلى الناخبين الشباب، أيضًا خطط الرئيس بايدن للقيام بمزيد من الرحلات الجوية خلال عام 2024 إلى تلك المجتمعات خاصة السود والإسبان.
منذ أسابيع قليلة استضاف كبار مسؤولي بايدن القادة السود في البيت الأبيض، وتم خلال الجلسة استعراض كيفية تحسين مكانة بايدن لدى الناخبين السود، وكان القرار الذي أصدرته الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس والخاص بالعفو عن 11 شخصًا كانوا يقضون أحكامًا طويلة بسبب جرائم مخدرات وتعاطي الكوكايين، واحدًا من خطوات يقوم بها بهدف جذب أصوات الأمريكيين السود، حيث يتمتع ذلك القرار بأولوية رئيسية للتجمع الأسود في الكونجرس وجماعات الحقوق المدنية المستقلة للسود.
يذكر أنه من المنتظر إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية رقم 60 في تاريخ الولايات المتحدة الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر 2024، التي تعتبر لها أهمية خاصة، كونها ستكون أول انتخابات رئاسية يتم فيها توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لإعادة توزيع التعداد السكاني بعد عام 2020.