مع موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يسرع وتيرة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لا تزال خطط دولة الاحتلال في القطاع قائمة، ما يجعل من الصعب التكهن بشكل المرحلة المقبلة.
وتستمر المعارك الضارية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات يُواجه تحديات في السيطرة على جنوب القطاع، وسط تقارير تفيد باحتمال إبرام هدنة مؤقتة بين الطرفين.
قرار مجلس الأمن 2720
أعلن مجلس الأمن الدولي الجمعة، عن اعتماد قرار برقم 2720، بأغلبية كبيرة تضم 13 دولة عضوًا، يستهدف توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة، وتعزيز رصد فعاليتها، دون الالتزام بوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، ويأتي هذا الإعلان بعد تأجيل التصويت على القرار أربع مرات، مما أضاف بُعدًا إضافيًا من التوتر إلى الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وفيما اعتبر هذا القرار خطوة إيجابية لتوفير المساعدات الإنسانية، أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية، خاصة بعد امتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت. وفي تصريح لفاسيلي نيبينزيا، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، اعتبر القرار بمثابة ابتزاز فاضح وغير مسبوق، وأكد أن التوقيع عليه سيمنح الجيش الإسرائيلي حرية كاملة لمزيد من التدمير في قطاع غزة.
وفي خطوة متوقعة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لمنع إدراج فقرة اقترحتها روسيا وتدعو إلى "وقف عاجل ومُستدام للأعمال القتالية".
وفي إطار هذا القرار، تطالب المنظمة الدولية بتعيين كبير لمنسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار، مسؤولًا في غزة عن تيسير وتنسيق ورصد جميع شحنات الإغاثة الإنسانية، مع التأكيد على ضرورة أن تتعاون الأطراف المعنية؛ لتسهيل وصول الإغاثة بسرعة وفعالية.
ورغم إعلان المجلس الدولي عن هذا القرار، يظل السؤال حول مدى تأثيره الفعّال في تحسين الظروف الإنسانية في غزة، وهل سيتمكن من تحقيق التوازن المطلوب بين احتياجات السكان وتحقيق مصالح الأطراف الدولية.
تفاصيل المرحلة الثالثة
أما على الجانب العملياتي، فوفقًا للتقارير الواردة من هيئة البث الإسرائيلية، يُخطط جيش الاحتلال للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وإنهاء المناورات البرية وتخفيض القوات، وتسريح قوات الاحتياط، واللجوء إلى الغارات الجوية، كما تتضمن الخطة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. يعتبر هذا التحول في الاستراتيجية العسكرية خطوة حاسمة قد تكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب والأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وفي هذا السياق، تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي تحديات كبيرة، إذ زعمت الهيئة أن الجيش سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة، ولكنه يواجه صعوبات في المضي قدمًا في منطقة جنوب القطاع، فيما تُشير إحصاء جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن عدد الجرحى بلغ 784 ضابطًا وجنديًا منذ بدء العدوان على غزة في 27 أكتوبر الماضي؛ مما يعكس حجم التحديات الكبيرة التي تواجه قوات جيش الاحتلال.
ووفقًا للمعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني لجيش الاحتلال، بلغ إجمالي الجرحى 784، إذ تُعد إصابات 179 منهم خطيرة، و302 متوسطة، و303 طفيفة، ويظهر هذا العدد الكبير من الضحايا والجرحى أن الحرب في غزة تأخذ منحى خطيرًا لقوات الاحتلال.
انسحاب "جولاني" وهدنة في الأفق
في تطور آخر، غادر مقاتلو لواء جولاني قطاع غزة بعد أكثر من 70 يومًا في الميدان، فيما يأتي هذا الانسحاب بعد سقوط 44 مقاتلًا منهم، بحسب ما أشار موقع "واللا" الإخباري.
تتحدث تقارير إسرائيلية عن اقتراب تحقيق اتفاق هدنة مُحتمل مع حركة حماس في غزة، إذ تُشير المعلومات الأولية عن هذا الاتفاق إلى إمكانية إبرام هدنة مؤقتة تشمل وقف إطلاق النار لأكثر من أسبوعين، مما يعزز فرص التهدئة ويخفف من حدة التوتر في المنطقة.
وتظهر التقارير المواقف المتناقضة للطرفين، حيث تصر "حماس" على رفض أي مفاوضات بدون وقف كامل لإطلاق النار، بينما يُعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن استمرار الحرب حتى تحقيق أهداف إسرائيل في المنطقة.
منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، شنت إسرائيل حملة عسكرية مُدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 ألفًا وإصابة أكثر من 53 ألفًا آخرين.