في تطورٍ جديدٍ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن مقتل اثنين من جنوده وإصابة اثنين آخرين في اشتباكات مع الفصائل الفلسطينية في غزة، وبذلك يرتفع عدد قتلاه إلى 129 جنديًا منذ الاجتياح البري للقطاع، و460 قتيلًا منذ بداية العملية العسكرية في 7 أكتوبر الماضي.
وفي تعليق له على الوضع، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هارئيل، إن استمرار القتال بالشكل الحالي، سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح بين صفوف الجيش الإسرائيلي، مُضيفًا أن الخطر على إسرائيل سيتفاقم مع تزايد الشكوك حول قدرة الجيش على تحقيق أهداف العملية العسكرية من هزيمة حماس واستعادة الجنود المحتجزين.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أكد "هارئيل" أنه ما لم تقدم حماس تنازلات، فإن إسرائيل ستواصل ضغوطها العسكرية، رافضة مطالب الوسطاء بوقف إطلاق النار. وتوقع أن تحدث تغييرات في طبيعة العمليات الإسرائيلية في غزة منتصف يناير المقبل، ثم تتقلص بعدها.
وأضاف أن الخطر على إسرائيل سيتنامى عندما تبدأ الشكوك تظهر بمرور الوقت في القدرة على تحقيق أهداف العملية العسكرية في غزة، ومن أبرزها هزيمة حركة حماس واستعادة المحتجزين.
يأتي هذا في وقت يُواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس الاثنين، عن ارتفاع حصيلة العدوان المتواصل لليوم الـ74 على التوالي، إلى 19 ألفًا و453 شهيدًا و52 ألفًا و286 مصابًا منذ 7 أكتوبر الماضي.
وتابع أنه على الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة لم تقدمًا أي تفاصيل بشأن المحادثات الجارية بينهما بخصوص الأفق الزمني للحرب، فإنه من الواضح أن المُحادثات حددت موعدًا نهائيًا لبدء المرحلة التالية من الحرب.
وسط هذه المأساة الإنسانية، تُواصل الأمم المتحدة والوسطاء الدوليون جهودهم لإقناع الطرفين بضرورة وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات؛ لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
إلا أن المؤشرات تدل على استمرار المواجهات في الأيام والأسابيع المقبلة، مع احتمال وقوع مزيد من الضحايا وتدهور الوضع الإنساني بشكل خطير. وسط هذه الظروف، تبرز الحاجة الماسة لتكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية؛ لإنقاذ أرواح المدنيين وإنهاء هذه المأساة دون أي مزيد من التأخير.