الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهادات غربية.. الاحتلال قصف "المناطق الآمنة" في الجنوب وضرب القطاع بقنابل ضخمة

  • مشاركة :
post-title
آثار القصف على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، المناطق التي أمر سكان غزة بالنزوح إليها، باعتبار أنها آمنة، في حين ألقى مئات القنابل الضخمة على القطاع، وهو السبب في اتساع رقعة الدمار وارتفاع عدد الشهداء والجرحى، وفق ما أظهر تحليلان لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وأظهر تحليل أجرته الشبكة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف ثلاثة مواقع على الأقل في غزة، كان قد أمرت المدنيين في القطاع باللجوء إليها، منذ انتهاء "الهدنة الإنسانية" بين إسرائيل وحركة حماس في وقت سابق من شهر ديسمبر الجاري.

وأوضحت الشبكة أنه في الأول ديسمبر، أصدر الجيش الإسرائيلي خريطة لغزة – مقسمة إلى 623 كتلة مرقمة – تشير إلى المناطق التي يستهدفها القصف، والمناطق التي يجب على المدنيين الفرار إليها.

وباستخدام مقاطع الفيديو والصور التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت، وصور الأقمار الصناعية والتقارير الإخبارية المحلية، تحققت "سي. إن. إن" من ثلاث غارات إسرائيلية على المناطق التي أمرت المواطنين بالنزوح إليها.

قصف المناطق الآمنة في الجنوب

وقد أمر الاحتلال سكان المناطق الواقعة شمال وشرق مدينة خان يونس جنوب غزة، بالتوجه إلى المناطق الآمنة في المواصي ورفح الفلسطينية جنوب القطاع.

وأظهر تحليل "سي. إن. إن" أن جيش الاحتلال شن يوم 3 ديسمبر، غارة جوية في حي الجنينة في رفح. وتظهر اللقطات، التي تم تصويرها بعد لحظات من الهجوم، عمود دخان كبير يتصاعد من موقع قريب من شارع صدام في رفح. وفي وقت لاحق في يوم 3 ديسمبر، قصفت غارة جوية أخرى منزلًا في حي التنور برفح.

وتمكنت الشبكة أيضًا من التحقق من التقارير الواردة في المساء التالي، 4 ديسمبر، والتي تفيد بأن غارة إسرائيلية استهدفت برج مياه عام على بعد أقل من 400 متر من المنزل الذي تم استهدافه في اليوم السابق بحي التنور برفح. كما لفتت الشبكة إلى ثلاث غارات جوية أخرى على الأقل على مواقع في رفح في 2 و3 و5 ديسمبر.

الاحتلال ألقى مئات القنابل الضخمة على غزة

وأظهر تحليل آخر لـ" سي. إن. إن" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أسقط في الشهر الأول من الحرب على غزة، مئات القنابل الضخمة، الكثير منها قادر على قتل أو جرح الناس على بعد أكثر من 1000 قدم.

وذكرت الشبكة إن صور الأقمار الصناعية لتلك الأيام الأولى من الحرب، تكشف عن أكثر من 500 حفرة يزيد قطرها عن 12 مترًا، ناجمة عن قصف بالقنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل. وهذه القنابل أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على تنظيم "داعش" الإرهابي في الموصل بالعراق.

ويلقي خبراء الأسلحة والحروب اللوم على الاستخدام المكثف للذخائر الثقيلة مثل القنبلة التي تزن 2000 رطل في ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، المكتظة بالسكان أكثر من أي مكان آخر على وجه الأرض، وبالتالي فإن استخدام مثل هذه الذخائر الثقيلة له تأثير عميق، وفق "سي. إن. إن"

ونقلت الشبكة عن جون تشابيل، الزميل القانوني في "سيفيك"، وهي مجموعة مقرها واشنطن العاصمة تركز على تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في الصراع: "إن استخدام قنابل تزن 2000 رطل في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة يعني أن الأمر سيستغرق عقودا حتى تتعافى المجتمعات".

ويقول خبراء إن القنابل التي تزن 2000 رطل تستخدم عادة بشكل مقتصد من قبل الجيوش الغربية، بسبب تأثيرها المحتمل على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل غزة.

ونقلت "سي. إن. إن" عن مارك جارلاسكو، محلل استخبارات الدفاع الأمريكي السابق ومحقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة، إن "كثافة القصف الإسرائيلي في الشهر الأول على غزة، لم نشهدها منذ حرب فيتنام. وحتى في حربي العراق لم تكن الأمور بهذه الكثافة على الإطلاق."

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى 20057 شهيدًا، بينهم 8 آلاف طفل، فيما بلغ عدد المصابين 53320، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر، حسبما أعلنت السلطات الصحية في غزة، التي أوضحت في بيان لها صباح اليوم الجمعة، أنها سجلت 390 شهيدًا و734 إصابة في القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.

وحسب الإحصاءات الفلسطينية، لا يزال هناك 6700 مفقود تحت الأنقاض، فضلا عن تدمير 70% من الوحدات السكنية في غزة.