أشار تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أداء عسكري قاتم لأوكرانيا هذا الأسبوع مع تراجع ملحوظ في تقديم الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ووصفها بأنها تعاني الغرق، وألمح إلى مدى سوء سير حربها مع روسيا وصعوبة البوح به، في المقابل يدفع تقرير رسمي أوكراني بأن تردد الغرب سببًا لإخفاق أوكرانيا على الجبهة.
كآبة الخطوط الأمامية الأوكرانية
ورصد التحليل ما وصفه بمدى "كآبة الخطوط الأمامية" للحرب بالنسبة لكييف في كل اتجاه تقريبًا، في الوقت الراهن وبعد قرابة العامين من الصراع.
وأشار التحليل إلى الوضع على طول خط المواجهة في زابوريجيا، إذ كان "الهجوم المضاد مركزًا ولكنه بطيء وغير مجزٍ في نهاية المطاف، وعادت الوحدات الروسية بقوة متجددة وأصبح الدفاع مكلفًا بالنسبة لأوكرانيا" بحسب التحليل.
وعن الوضع حيث نهر دنيبرو، وصف التحليل التحرك الأوكراني هناك بأنه اندفاع شجاع أو (متهور)، مقابل بعض التقدم البسيط في الخطوط الروسية.
وفي المجمل قدّر تحليل الشبكة الأمريكية بأن آفاق القوات الأوكرانية "قاتمة"، إذ كانت الخسائر البشرية هائلة، وخطوط الإمداد الخاصة بهم تعاني من مشكلات، بحسب "سي إن إن الأمريكية".
قصر نظر الحلفاء
رغم ذلك عزا تحليل الشبكة الأمريكية "العرض السيئ للغاية" الذي قدمته أوكرانيا على الجبهة يرجع في أغلبه إلى قصر نظر حلفائها.
وأشار تحليل "سي إن إن" إلى افتقار الفهم لدى بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، لطبيعة ما تواجهه أوكرانيا، والأسباب التي ربما تكون قد دفعتها للقتال مع روسيا، واستشهد باقتراح أحدهم هذا الأسبوع أن "تحدد أوكرانيا ثمنًا وهدفًا محددين" للحرب.
وعوضًا عن الاستجابة لمطالب الحلفاء، لفت التحليل إلى استعراض كييف باستمرار لنجاحاتها الماضية وأهدافها المستقبلية وخطتها السرية لعام 2024، التي لم يعلن عنها الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وأشار التحليل لحربين أمريكيتين خاضتهما الولايات المتحدة، خلال عقدين من الزمن بتريليونات الدولارات، وعلق "ذاكرة الكونجرس قصيرة للغاية".
لماذا لم تتمكن أوكرانيا من وقف التوسع الروسي؟
على الجانب الآخر، تدفع أوكرانيا باستغلال الكرملين للمخاوف والتردد الغربي، لا سيما المتعلفة بالتصعيد النووي، أسبابًا لعدم تمكنها بعد ما يقارب العامين من الحرب من وقف التوسع الروسي بأراضيها، بحسب تقرير أوردته وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية "أوكرينفور"، اليوم الإثنين.
وبطرح تساؤل حول ماذا تستطيع أوروبا أن تقعل؟.. دفع التقرير الأوكراني بضرورة أن تتوقف أوروبا عن التردد وتتعامل مع مخاوفها بشأن احتمال حدوث ردة فعل اقتصادية عكسية في حال اتخاذ إجراء حاسم ضد روسيا.
وأشار تقرير الوكالة الرسمية الأوكرانية، إلى أن من شأن التردد الأوروبي أن "يمنح روسيا عن غير قصد قوة أكبر"، ما يسمح لها بالحفاظ على موقفها من استكمال الحرب والسعي وراء طموحاتها دون عائق.
وتساءل التقرير الأوكراني عن قدرة الوحدة الأوروبية على تحمل الضغوط المتزايدة التي تمارسها روسيا، ومتابعة تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا لضمان النصر، وأشار لأهمية تحليل الدوافع وراء تعطش روسيا الإمبريالي، لفهم كيفية مواجهتها.
وأضاف التقرير أن "بوتين يسعى إلى إعادة كتابة المشهد الجيوسياسي، وإلى وضع روسيا كقوة عالمية"، وحذر من أن هذا النهج سيمهد لمزيد من الحروب لتوسيع نطاق هيمنة بوتين، بحسب "أوكرينفور".
التسوية مرفوضة
وفي حين يدعو بعض المسؤولين الغربيين إلى التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، فإن أوكرانيا تعارض بشدة أي قرار يتضمن التنازل عن الأراضي لروسيا.
وأشار تقرير وكالة الأنباء الأوكرانية، إلى هذا النهج لن يفشل الحد من العدوان الروسي بحسب، بل سيشجع من طموحات روسيا التوسعية، وشدد على أن توقف الحرب لن يؤدي إلا إلى منح روسيا فرصة لإعادة تجميع صفوفها وإطلاق هجومها بقوة متجددة أكبر.
وانطلاقًا من تهديد روسي وشيك رسخ التقرير أنه قادم لا محالة صوب أوروبا، دفع بالحاجة الماسة لأوكرانيا للدعم الاقتصادي والعسكري، ودعا لمعاقبة روسيا.
وذكر التقرير أن "الجهود المتضافرة التي بذلها العالم للدفاع عن أوكرانيا على مدى العامين الماضيين ستكون بلا معنى وعقيمة إذا مر العدوان الروسي دون عقاب".
تفوق روسي
وعلى جبهة القتال، تكبد الجيش الأوكراني خسائر كبير، خلال الـ 24 ساعة الماضية، امتدادًا لأسبوع لم يخلو من الإخفاقات.
وقال ألكسندر جوردييف، متحدث باسم مجموعة القتال الروسية في الشرق الأوكراني، الإثنين، إن القوات الأوكرانية فقدت ما يصل إلى 100 جندي في اتجاه جنوب دونيتسك خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب ما أوردت وكالة (تاس) الروسية.
كما أحبط الجنود الروس تسليم إمدادات للقوات الأوكرانية بالقرب من ستارومايورسكوي، ودمر ذخائر بالقرب من زيليوني جاري، ومدافع هاوتزر في أنتونوفكا.
وفي سياق الهجوم المضاد، صدت القوات الروسية، اليوم، 5 هجمات باتجاه جنوب دونيتسك.
وقال المتحدث باسم المجموعة القتالية جوردييف في إفادة مقتضبة منفصلة، بأنه "خلال دفاع نشط، صدت وحدات المشاة الآلية، مدعومة بالمدفعية وطيران الجيش، خمس هجمات للواء 79 المحمول جوا الأوكراني في نوفوميخيلوفكا"، بحسب "تاس".
وأوضح أن الضربات الجوية والمدفعية أصابت مناطق انتشار وتمركز اللواء 79 واللواء 72 الميكانيكي واللواء 58 الآلي بالقرب من نوفوميخيلوفكا وكونستانتينوفكا وأوجليدار وأوروزاينوي.
وبدأت الحرب في أوكرانيا مع شن القوات الروسية في 24 فبراير من العام الماضي، عملية عسكرية خاصة، لأسباب عزتها موسكو لضمان أمن حدودها، ولتحرير إقليم الدونباس الانفصالي.