بينما حذّرت طهران من ثمن اللعب بالنار، أعلنت مجموعة قراصنة على علاقة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني أدى إلى شل أكثر من نصف محطات الوقود في جميع أنحاء إيران، فيما يبدو أنه أول رد في عمق الداخل الإيراني على مزاعم دعمها لهجمات الحوثيين على حركة السفن المتوجهة من وإلى إسرائيل عبر مضيق باب المندب.
قرصنة إسرائيلية
نقلت صحيفة "إسرائيل 24" بيانًا أوردته مجموعة القراصنة المعروفة باسم "برداتوري سباروا" أو "العصفور المفترس"، اليوم الإثنين، مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني أدى إلى شل نصف محطات الوقود في جميع أنحاء إيران.
وحذر بيان مجموعة القرصنة من أن "هذا الهجوم الإلكتروني يأتي ردًا على عدوان إيران ووكلائها في المنطقة" مضيفًا: "خامنئي.. اللعب بالنار له ثمن".
70 % من محطات إيران لا تعمل
أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن ما يقرب من 70% من محطات الوقود الإيرانية خرجت عن الخدمة بعد تعرضها لـ"عمليات تخريب محتملة"، موضحًا أن مشكلة برمجية وراء العطل.
وأكدت وزارة النفط الإيرانية، في وقت لاحق اليوم، أن 70% من محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد لا تعمل، فيما لا تزال 30% متبقية في الخدمة بما يعادل 33000 محطة وقود.
واستبعدت الوزارة في بيان مقتضب أن يكون للخلل في محطات تزويد البنزين علاقة بتغير أسعار مادة البنزين، بحسب ما نقلت وكالة "تسنيم الإيرانية".
اعتراف إيراني
أفاد وزير النفط الايراني بأن العطل الفني (الإلكتروني) الذي أصاب محطات الوقود في البلاد اليوم الاثنين هو بسبب "هجوم سيبراني"، منوها بإعادة تشغيلها وعودتها إلى الخدمة بشكل يدوي.
وأضاف الوزير، جواد أوجي: "بعد الهجوم السيبراني الذي تسبب في تعطل 60 بالمئة من محطات تزويد الوقود عبر الأنظمة الإلكترونية والبطاقات الذكية.. تم إعادة تشغيل 30 بالمئة منها عبر النظام اليدوي وحتى الساعة 2 ظهرا ستعود جميع محطات البلاد إلى الخدمة بشكل يدوي".
طهران نأت بنفسها
ومرارًا نأت إيران بنفسها عن الاتهامات الأمريكية والغربية بضلوعها في العملية المباغتة لحركة حماس من غزة صوب إسرائيل، 7 أكتوبر الماضي، ودفعت بأن اتهامها يستند إلى "دوافع سياسية".
وقال حسین أمیر عبداللهیان، وزير الخارجية الإيراني، وقتها، إن طهران لا تتدخل في قرارات الدول الأخرى بما فيها فلسطين، بحسب ما نقلت صحيفة "فرانس برس".
وأمام الموجة الأخيرة من الهجمات الحوثية صوب السفن المرتبطة بإسرائيل في مضيق باب المندب، وتوجيه أصابع الاتهام لإيران بالضلوع في الأمر، رفضت طهران اتهامات "بريطانية" بشأن علاقتها بالهجمات.
وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وكرر وجهة النظر الإيرانية بأن الادعاءات لها أهداف سياسية محددة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وأضاف أن "فصائل المقاومة في المنطقة لا تتلقى الأوامر من إيران للرد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل"، لكنها تتصرف وفقًا لتقديرها، وبناءً على مبادئ ومصالح بلادها وشعبها.