لا يزال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يسعى للتصديق على مشروع قرار ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، محذرًا من زعزعة استقرار المنطقة ما لم يتخذ القادة إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وتجديد اتفاقيات اللجوء.
وقال "سوناك"، إن "الدول المعادية ستدفع الناس بشكل متزايد إلى شواطئنا، الأمر الذي يؤدي إلى زعزعة استقرار الدول الغربية ما لم يتخذ القادة إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وتجديد اتفاقيات اللجوء".
وتحدث سوناك في مهرجان استضافه حزب "إخوان إيطاليا" بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني في روما، حيث يحاول إقناع المحافظين بأن تشريعاته في رواندا ستكون كافية لضمان بدء رحلات الترحيل الجوية وردع المعابر غير القانونية.
ومن المقرر أن يعود مشروع القانون المثير للجدل إلى مجلس العموم في يناير المقبل، بتوقعات مواجهة سوناك حدوث تمرد كبير.
وفي خطاب بالعاصمة الإيطالية روما، ذكر "سوناك" أن "عدم كفاية الإجراءات سيؤدي إلى تزايد الأعداد التي ستطغى على البلاد مع ضعف قدرتنا على مساعدة أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى مساعدتنا".
ويعمل كلٌ من سوناك وميلوني، التي دافعت عن صفقة بريطانيا مع رواندا، من أجل قمع الهجرة غير الشرعية، ويرى رئيس الوزراء البريطاني أن الصفقات على غرار رواندا لمعالجة طلبات اللجوء في بلدان ثالثة "هي المفتاح للحد من الوافدين غير الشرعيين"، إلى جانب صفقات العودة مثل تلك المبرمة بين المملكة المتحدة وألبانيا لتسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وقالت الحكومة البريطانية، إنه بعد محادثاتهما أمس السبت، اتفق سوناك وميلوني على المشاركة في تمويل مشروع من شأنه أن يساعد البلدين في تعزيز ومساعدة العودة الطوعية للمهاجرين العالقين حاليًا في تونس.
وسط ضغوط مستمرة من نوابه لوقف تدفق القوارب، حذر سوناك من أن الفشل في معالجة الهجرة غير الشرعية من شأنه أن يدمر ثقة الجمهور" في السياسيين والحكومات.
وأضاف أنه في حالة الفشل في التحرك، "سيرى أعداؤنا مدى عجزنا عن التعامل مع هذا الأمر، ولذلك سيستخدمون الهجرة بشكل متزايد كسلاح، إذ يدفعون الناس عمدًا إلى شواطئنا لمحاولة زعزعة استقرار مجتمعاتنا".
وفي ورقة خاصة اطلعت عليها صحيفة "ذا تليجراف"، حذر ستيف بيكر، وزير أيرلندا الشمالية، من أنه على الحكومة البريطانية أن تستوعب حقيقة أن حزب العمال بقيادة السير كير ستارمر يتفوق على المحافظين في اليمين.
وطبق تشريع سوناك أجزاءً من قانون حقوق الإنسان للمساعدة في منع المزيد من التحديات القانونية التي قد تمنع الرحلات الجوية إلى رواندا، واتهمت فنلندا، التي تشترك في حدود طولها 800 ميل مع روسيا، موسكو بإرسال مهاجرين من الشرق الأوسط عمدًا إلى الاتحاد الأوروبي لزعزعة استقرار الكتلة.
وحتى سبتمبر الماضي، بلغ عدد المهاجرين الوافدين إلى سواحل جنوب إنجلترا منذ بداية العام 2023 أكثر من 21 ألفًا، ورغم جهود الحكومة فإن طلبات اللجوء التي تنتظر النظر بها بلغت أرقامًا غير مسبوقة نهاية يونيو.
وفي محاولة للحد من وصول المهاجرين غير الشرعيين، أعلنت حكومة المملكة المتحدة في أغسطس الماضي، زيادة الغرامات على أرباب العمل ومالكي العقارات الذين يسمحون لمهاجرين لا يحملون أوراقًا رسمية بالعمل أو الاستئجار.
وفي 2022، سجلت بريطانيا رقمًا قياسيًا للهجرة بلغ 606 آلاف شخص، وتم إصدار نحو 136 ألف تأشيرة دخول لطلاب أجانب مقابل 16 ألفًا في 2019، بحسب الأرقام الحكومية.