يستعد مجلس الأمن للتصويت مجددًا، على مشروع قرار تقدمت به الإمارات، بشأن وقف عاجل ومُستدام للأعمال العدائية في غزة، الأسبوع المُقبل.
ويأتي التصويت الجديد، بعد نحو أسبوعين، من فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" لعرقلة مشروع القرار.
ومن المُتوقع أن يصطدم القرار الجديد، بـ"الفيتو الأمريكي"، مجددًا، في وقت تصر إسرائيل على مواصلة الحرب، وعدم الرضوخ لأي ضغوط دولية، رغم الخسائر الهائلة في صفوف المدنيين.
تاريخ الفيتو الأمريكي لصالح إسرائيل
وحال استخدمت أمريكا الفيتو مجددًا، سيكون الفيتو رقم 48 الذي تستخدمه لصالح إسرائيل، لتواصل الولايات المتحدة، وقوفها عائقًا أمام اتخاذ مجلس الأمن الدولي العديد من القرارات التي تدين إسرائيل، والتي بدأت منذ عام 1973، إذ كان القرار الذي أوقفته أمريكا يشجب بقوة استمرار احتلال إسرائيل للأراضي المحتلة؛ نتيجة نزاع سنة 1967، خلافًا لمبادئ الميثاق؛ ويؤكد مجددًا قراره رقم 242 (1967)، المؤرخ في 22 نوفمبر 1967.
ثم استخدمت الولايات المتحدة الفيتو الأمريكي لصالح إسرائيل في أعوام: "1975، 1976 3 مرات، 1980، ثم 6 مرات عام 1982، ثم 1983، 1984، ثم مرتين عام 1985، ثم 3 مرات عام 1986، ثم 5 مرات عام 1988، ثم 3 مرات عام 1989، 1990، 1995، ثم مرتين عام 1997، ثم مرتين عام 2001، ثم عام 2002، ثم مرتين عام 2003، ومرتين عام 2004، ومرتين عام 2006، ثم في 2011، و2014، و2017، و2018، وأخيرًا 3 مرات خلال الحرب الحالية على قطاع غزة.
ضغوط دولية
تتزايد الضغوط الدولية، على أمريكا وإسرائيل، لوقف إطلاق النار، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته لا يأبهون حتى الآن.
وردًا على دعوات وقف إطلاق النار، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن حكومته ستستمر حتى النهاية، وحتى تدمير حماس، مؤكدًا أن الضغوط الدولية لن توقف إسرائيل.
كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن حكومته لن توقف النار في غزة في هذه المرحلة؛ لأن ذلك سيكون خطأ، وأن إسرائيل ستواصل حربها حتى إذا توقف الدعم الدولي، معتبرًا أن وقف إطلاق النار سيكون هدية لـ"حماس"، وسيسمح لها بتهديد سكان إسرائيل مرة أخرى.
حرب لأشهر
وما يرجح أن أمريكا ستستخدم الفيتو، هو ما قاله جون كيربي، المُتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن الحرب يمكن أن تطول لأشهر.
وقال "كيربي" للصحفيين: "نحن نتفق مع إسرائيل على أن هذا الصراع يُمكن أن يستمر لأشهر"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ناقشت مع الجانب الإسرائيلي، الانتقال "من العمليات عالية الكثافة إلى ما يعتبرونه عمليات أقل كثافة".
ضحايا العدوان
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء في الضفة والقطاع إلى أكثر من 19088، والجرحى إلى نحو 54450، منذ السابع من أكتوبر الماضي.