في أعقاب الزيادة بالانبعاثات الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري وذروة تأثير ظاهرة النينيو -والتي تعني ارتفاع درجة حرارة سطح المحيطات- على درجات الحرارة في فترة الشتاء، من المتوقع أن يشهد العالم شتاءً أكثر دفئًا وأن يكون عام 2024 أكثر حرارة من حيث متوسط درجات الحرارة العالمية.
درجات حرارة قياسية
وهذا العام، تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية في الفترة من يناير إلى أكتوبر متوسط فترة ما قبل الصناعة (1850-1900) بمقدار 1.43 درجة، وبينما كان يوليو 2023 هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، استمرت درجات الحرارة في تحطيم الأرقام القياسية في الفترة من أغسطس إلى نوفمبر 2023.
وذكر كارلو بونتمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ الممولة من الاتحاد الأوروبي، كيف سترتفع درجات الحرارة في عام 2024 متأثرة بظاهرة النينيو المناخية، قائلا: "نحن في منطقة مجهولة تمامًا.. درجة حرارة مياه المحيط بلغت مستوى قياسيًا ولم نشهد مثل هذه الحرارة منذ أن بدأت سجلاتنا في العالم، هذا عالم جديد وفيه يمكننا أن نتوقع أشياء مختلفة تمامًا عما رأيناه من قبل"، وفقا لموقع "NTV" الإخباري التركي.
ظاهرة النينيو
وأشار "بونتمبو" إلى أن السجلات في درجات حرارة سطح المحيطات والغلاف الجوي وموجات الحرارة الشديدة والجفاف الشديد وحرائق الغابات الشديدة مرتبطة بتغير المناخ، قائلًا: "عندما نتحدث عن تغير المناخ، فإننا نتحدث عنه كموضوع سيحدث في المستقبل.. ولكن أعتقد أن عام 2023 أظهر لنا أن تغير المناخ يحدث الآن".
وذكر "بونتمبو" أنه من السابق لأوانه تحديد ما سيحدث بالتحديد في صيف عام 2024، ولكن هناك بعض النتائج التي يمكننا قولها بناءً على ما رأيناه في الماضي. أولها أننا نعلم أن ظاهرة النينيو تبلغ ذروتها في الشتاء، ويبدأ تأثيرها بالانخفاض في فترة الربيع، كما يصل متوسط درجات الحرارة العالمية إلى ذروته في العام التالي لظاهرة النينيو.
وأضاف: "قد بلغ تأثيرها على درجات الحرارة في المحيط الهادئ ذروته وبدأ في الانخفاض. وتظهر نماذجنا أن تأثير النينيو سيصبح محايدًا بحلول نهاية الربيع. وفي هذا الصدد، سيكون عام 2024 عامًا آخر تتجدد فيه درجات الحرارة بشكل قياسي".
تفاقم الجفاف
وأشار بونتمبو إلى أن درجات الحرارة ستكون محسوسة أيضًا على المستوى الإقليمي، وذكر أن موجات الحرارة المتزايدة بسبب تغير المناخ ستظل تشكل خطرًا كبيرًا على مناطق الأرض في العام المقبل.
وأشار بونتمبو إلى النتائج التي توصلت إليها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والتي تبين أن خطر الجفاف يتزايد بسبب موجات الحر، قائلًا: "عندما ننظر إلى البحر الأبيض المتوسط، فإن تفاقم الجفاف بسبب تغير المناخ يمثل خطرًا ملموسًا وهو أمر بالغ الأهمية.. ومن المرجح أن يكون الجفاف أكثر شدة ويستمر لفترة أطول".
وقال بونتمبو إن الأحداث المناخية القاسية والجفاف أثرت سلبًا بشكل خاص على إنتاج الزيتون وزيت الزيتون في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، وأشار إلى أن إنتاج العنب واللوز والبندق في المنطقة تأثر أيضًا بالجفاف.