الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سمكه 10 بوصات.. اختفاء ملف استخباراتي "سري للغاية" عن روسيا في عهد ترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

كشفت مصادر أمريكية مطلعة، عن اختفاء ملف يحتوي على معلومات سرية للغاية تتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية في نهاية ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، ما أثار مخاوف بين مسؤولي الاستخبارات من احتمال كشف بعض أسرار الأمن القومي الأكثر سرية عن الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب "سي إن إن".

أوضحت المصادر أن اختفاء المعلومات لم يسبق الإعلان عنه، كان مصدر قلق للغاية، لدرجة أن مسؤولي المخابرات أطلعوا رؤساء لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، العام الماضي، على المواد المفقودة وجهود الحكومة لاستعادتها.

ولم يتم العثور على المعلومات المفقودة خلال السنتين الماضيتين، فيما كشفت المصادر أن الملف يحتوي على معلومات استخباراتية أولية جمعتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، عن عملاء ومواطنين روس، كما تتضمن المصادر والأساليب التي ساهمت في تقييم الحكومة الأمريكية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى لمساعدة ترامب على الفوز في انتخابات 2016.

ويتمتع الملف المفقود بسرية كبيرة جدًا، وكانت المعلومات الواردة فيه حساسة لدرجة أن المشرعين ومساعدي الكونجرس الذين لديهم تصاريح أمنية سرية للغاية كانوا قادرين على مراجعة المواد فقط في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في مركز لانجلي، بولاية فيرجينيا، حيث كان عملهم في التدقيق في ذلك سريًا للغاية.

وعن آخر مرة شوهد فيها الملف، في البيت الأبيض، أوضحت "سي إن إن"، أن ذلك كان في الأيام الأخيرة لترامب، وأنه أمر بإحضاره حتى يتمكن من رفع السرية عن مجموعة من الوثائق المتعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي حول روسيا.

وأوضحت أنه تم فحص الملف تحت إشراف كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك، مارك ميدوز، من قبل مساعدين جمهوريين يعملون على تنقيح المعلومات الأكثر حساسية، حتى يمكن رفع السرية عنها ونشرها علنًا.

وبحسب المصادر لا يقتصر الملف على الوثائق المتعلقة بالاستخبارات الروسية، بل إنها شكلت جزءًا صغيرًا، في الملف الذي وُصف بأن سمكه يبلغ 10 بوصات، ويحتوي على مجموعة من المعلومات حول تحقيقات "الفيدرالي"، حول حملة ترامب 2016 وروسيا.

معلومات سرية وحساسة

وأوضحت "سي إن إن"، أن المعلومات الاستخبارية الأولية عن روسيا كانت من بين أكثر المواد السرية حساسية، وحاول كبار مسؤولي إدارة ترامب مرارًا وتكرارًا منع الرئيس السابق من نشر الوثائق.

وأصدر ترامب قبل يوم من مغادرة منصبه، أمرًا برفع السرية عن معظم محتويات الملف، كما جرى استرجاع النسخ التي تم إرسالها في البداية بشكل محموم بناءً على توجيهات محامي البيت الأبيض الذين يطالبون بتنقيحات إضافية.

وقبل دقائق من تنصيب جو بايدن، هرع "ميدوز" إلى وزارة العدل لتسليم نسخة محررة لمراجعة أخيرة بعد سنوات، ولم تصدر وزارة العدل بعد جميع الوثائق على الرغم من أمر ترامب بإلغاء السرية. وانتهى المطاف بنسخ إضافية بمستويات مختلفة من التحرير في الأرشيف الوطني، إلا إن نسخة غير محررة من الملف الذي يحتوي على المعلومات الخام السرية اختفت خلال الساعات الأخيرة، التي اتسمت بالفوضى في البيت الأبيض.

ولا تزال ظروف اختفاء تلك الوثائق محاطة بالغموض، إذ رفض المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا مناقشة أي جهود حكومية لتحديد مكان الملف أو تأكيد فقدان أي معلومات استخباراتية، كما أنه لم يكن ضمن العناصر التي عُثر عليها البحث العام الماضي في منتجع ترامب في "مار-أ-لاجو"، وفقًا لمسؤول أمريكي مطلع على المسألة.

وقال المصدر، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يكن يبحث بشكل خاص عن معلومات استخباراتية تتعلق بروسيا، العام الماضي، ولا توجد إشارة إلى الملف في لائحة الاتهام الصادرة في يونيو ضد ترامب بشأن سوء التعامل مع الوثائق السرية في مار-أ-لاجو.

الوثائق السرية

وفي يونيو الماضي، تواصلت أصداء واقعة الوثائق السرية للرئيس الأمريكي السابق، الذي يواجه عدة تهم جنائية كأول رئيس أمريكي توجه له مثل هذه الاتهامات، وكشفت لائحة الاتهام أنه خزّن الوثائق السرية، في منزله بمنتجع "مار-أ-لاجو" بولاية فلوريدا، بعدة أماكن منها قاعة رقص، والحمام، وغرفة النوم.

وأشارت لائحة الاتهام إلى أن صناديق الوثائق ظلت مكدسة لبعض الوقت على خشبة المسرح، موضحة أن بعض الصناديق نقلها ترامب ومساعده والت ناوتا إلى مركز الأعمال بالنادي، وأن مساعده عثر على وثائق سريّة في ديسمبر 2021، تسربت من الصناديق إلى أرضية غرفة التخزين.

معلومات استخباراتية

وتكمن أزمة الوثائق، في أنها تحتوي على معلومات استخباراتية، لم يكن بالإمكان الإفصاح عنها إلا لدول تحالف "العيون الخمس"، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وتضمنت الوثائق السرية، وفقًا للائحة الاتهام، معلومات حول نقاط ضعف أمريكا وحلفائها، أمام بعض الهجمات العسكرية، وعن عمليات انتقامية محتملة، للرد على هجمات خارجية، إضافة إلى معلومات عن القدرات العسكرية لأمريكا ودول أجنبية، بما في ذلك برامج نووية، بحسب "سي إن إن".

التآمر لتعطيل العدالة

ويواجه الرئيس الجمهوري السابق، وفقًا للائحة الاتهام، تهمة "التآمر لتعطيل العدالة"، وأنه احتفظ بوثائق سرية أخذها معه من البيت الأبيض، بغرض إخفائها عن هيئة محلفين فيدرالية كبرى، كما خبأها عن العديد من فروع الاستخبارات التابعة للحكومة الأمريكية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع ووكالة الأمن القومي ووزارة الطاقة ووزارة الخارجية.

13 ألف وثيقة

وقبل نحو عام، صادر محققون ما يقرب من 13 ألف وثيقة من منتجع مار-أ-لاجو، الذي يمتلكه ترامب في بالم بيتش في فلوريدا، منها 100 وثيقة تُصنف على أنها سرية، وتحقق وزارة العدل فيما إذا كان ترامب قد تعامل بشكل خاطئ مع وثائق سرية احتفظ بها بعد مغادرة البيت الأبيض في عام 2021.

ووصف ترامب توجيه الاتهامات الجنائية له من قبل وزارة العدل، بأنه "يوم أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية".