رحل المخرج المصري أحمد البدري، عن عالمنا، مساء اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد معاناة مع المرض، الذي اشتد عليه الفترة الأخيرة، ودخل في غيبوبة حتى فارق الحياة.
عاني "البدري" من مرض السكري في الفترة الأخيرة وضعف عضلة القلب، واضطر الأطباء إلى بتر قدمه اليسرى، ثم زادت آلامه وساءت حالته الصحية، لتنتهي حياة المخرج الذي تخصص في الأفلام الكوميدية بشكل درامي، وسط حالة حزن كبيرة من أصدقائه في الوسط الفني.
ونعت نقابة المهن التمثيلية، في بيان إعلامي، المخرج الراحل، مشيرةً فيه إلى أن النقابة برئاسة دكتور أشرف زكي تتقدم بخالص التعازي لأسرة الراحل، كما نعاه أصدقاؤه، المخرج أشرف فايق، والسيناريست وليد يوسف، والممثل شريف إدريس، وعدد كبير من السينمائيين الذين دعوا متابعيهم عبر حساباتهم بموقع فيسبوك إلى الدعاء له بالرحمة.
عشق أحمد البدري الكوميديا ولم يقدم غيرها في تجربته الإخراجية المنفردة، رغم أنه في بدايات مشواره الفني عمل مساعدًا مع مخرجين بعيدين تمامًا عن الكوميديا، ومنهم محمد فاضل، في أعمال منها مسرحية "البحر بيضحك ليه" بطولة يحيي الفخراني عام 1990، وأيضًا في مسلسل "ليلة القبض على فاطمة"، بطولة فردوس عبد الحميد عام 1982، ويعتبره أستاذه الذي تعلم منه الكثير ويدين له بالفضل، وقال في لقاء تليفزيوني قديم إنه تعاون مع محمد فاضل طوال 33 عامًا، وبدأ معه في مهنة مرتِب حوار، أي تلقين الممثلين وتحفيظهم الجمل الحوارية، ثم مدير استوديو، وعدة وظائف أخرى.
تخرج أحمد البدري في معهد الفنون المسرحية عام 1977، وكان أحد طلاب قسم جديد بعنوان "فنون درامية" يدرس فيه الطالب النقد والتمثيل والديكور والإخراج، وعقب تخرجه سافر إلى لندن، حيث قابل بالصدفة هناك المخرج محمد فاضل، واختاره ليقف أمام الكاميرا في مسلسل "طائر الأحلام"، بطولة نور الشريف وصفاء أبو السعود، ليستمر بعد ذلك التعاون بينهما.
ولا ينسى أحمد البدري كلمات نور الشريف التشجيعية له في بداية مشواره الفني، إذ عبر عن إعجابه بأدائه لدور الفنان التشكيلي في "طائر الأحلام" ومنحه 10 جنيهات إسترلينية كُتب عليها: "الضربات المتواصلة ولو بأصغر بلطة كفيلة بأن تحطم أضخم أشجار الوجود".
بعد تعاون طويل مع محمد فاضل في مسلسلات تراجيدية، ذهب البدري إلى الكوميديا والسينما، مع أول تجاربه الإخراجية السينمائية من خلال "غاوي حب" الشريط السينمائي الرومانسي الكوميدي الصادر عام 2005، بطولة محمد فؤاد وحلا شيحة، خصوصًا أن السوق السينمائي في تلك الفترة اتسم بانحيازه الشديد إلى الكوميديا، واستيعابه العديد من النجوم الشباب.
استمر أحمد البدري في تجربته السينمائية التي اختارها معتمدًا على خلطة شعبية تارة مكونة من مطرب شعبي وممثل شاب ومجموعة من نجوم الكوميديا منها "عليا الطرب بالتلاتة" و"لخمة راس"، أو توليفة من الكوميديا والرومانسية المعتمدة على مطرب شهير ومعها ممثلة حسنة الوجه، ومنها "كامل الأوصاف"، بطولة عامر منيب وحلا شيحة.
النجاح الأكبر الذي يعتز به أحمد البدري جاء من نوعية الأعمال المعتمدة على مطرب شهير وممثلة جميلة، في الفيلم الكوميدي الرومانسي الغنائي "عمر وسلمي" الجزء الثاني، والذي حقق إيرادات مرتفعة للغاية في دور السينما وقت عرضه 2009، بلغت نحو 23 مليون جنيه.
أخلص المخرج أحمد البدري للكوميديا وللسينما، ولم يذهب إلى تجارب المسلسلات التليفزيونية إلا نادرًا، في أعمال منها "كيد النسا" بجزئيه الأول والثاني، بطولة فيفي عبده وسمية الخشاب، و"أزمة سكر" بطولة أحمد عيد وحنان مطاوع.
ومثلما كان ظهوره الأول من بوابة التمثيل، شارك في العام الحالي بمسلسل "عملة نادرة"، مجسدًا دور "عواد الأعور" رئيس شيخ الغفر والذراع اليمنى لـ"عبد الجبار" أو النجم جمال سليمان، ليكون اللقاء مع عالم الفن مثل الوداع.