كشفت تقرير إعلامية عبرية، عن وجود خلافات بين كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، حول مدى أهمية استئناف المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية؛ للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل المحتجزين.
وفي وسط حالة من الجمود تسود المشهد، وجهت عائلات الجنود والمدنيين المحتجزين في غزة انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية متهمة إياها بالمسؤولية عن تعطيل جهود تحريرهم.
ولفت تقرير للقناة 13 الإسرائيلية، إلى خلاف حاد بين كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بشأن مواصلة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأوضح التقرير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عارض اقتراحًا تقدم به رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع، بضرورة الدخول مجددًا في محادثات مع حماس بهدف التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة.
وبيّن التقرير وجود خلافات حادة داخل ما يُعرف بـ"كابينت الحرب" الإسرائيلي حول مدى أهمية مواصلة الجهود على صعيد المفاوضات مع حماس، فبينما يرى وزير الدفاع السابق بيني جانتس (عضو حكومة الحرب) أن على إسرائيل استغلال الفرصة لاستئناف المحادثات، يرى نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يوآف جالانت ضرورة مواصلة الضغوط العسكرية، والانتظار حتى ترسل حماس إشارات برغبتها بالتوصل لاتفاق.
وفي السياق ذاته، أصدرت عائلات الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية بيانًا حملت فيه الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تعطيل جهود التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، معربة عن استيائها الشديد من حالة الجمود في المفاوضات.
وأضافت العائلات في بيانها، أنها "تشعر بأنه في كل مساء بالخوف على حياة المحتجزين"، مشددة على استيائها من حالتي "الجمود واللامبالاة"، وتابعت أنها "صُدمت بنبأ رفض طلب رئيس الموساد لصياغة اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
وأضافت أن "هذه الرسالة تضاف إلى تجاهل طلبات الأمهات للقاء رئيس الحكومة وطلبات الآباء للقاء وزير الأمن، وحتى الآن لم يتم الرد علينا"، وطالبت العائلات باطلاعها بشكل فوري على المستجدات بملف الرهائن، في ظل الركود التام في المفاوضات.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع قليلة فقط من انتهاء هدنة إنسانية استمرت أسبوعًا بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، شهدت تبادل أسرى مع قطاع غزة، إذ أُطلق خلالها سراح 105 محتجزين من غزة، بينهم 80 إسرائيليًا، مقابل إطلاق سراح 240 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يشهد كارثة إنسانية مروعة من جراء هجمات الاحتلال.
ولا يزال لدى المقاومة الفلسطينية في غزة 137 محتجزًا، بينهم 126 إسرائيليًا و11 أجنبيًا.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، خلّف حتى الأربعاء 18 ألفًا و608 شهداء و50 ألفًا و594 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر أممية.