واجه ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، متمردي حزب المحافظين الذين هددوا بخطة ترحيله، بسبب مشروع قانون يتيح للحكومة ترحيل المهاجرين للبلاد بصورة غير نظامية إلى رواندا، إذ فاز في معركته البرلمانية الأولى حول تشريع الطوارئ.
وتخطى مشروع قانون رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بشأن ترحيل المهاجرين بصورة غير نظامية إلى رواندا، عقبة أولى في البرلمان، بعدما تم إقراره في مجلس العموم، أمس الثلاثاء، وبعد نحو 7 ساعات من النقاشات تمت المصادقة على مشروع القانون، الذي حصل على 313 صوتًا مؤيدًا مقابل 269 مُعارضًا، بينما لم يصوت أي نائب محافظ ضد مشروع القانون.
وفاز المشروع بعدما تراجع أعضاء من يمين الحزب عن تهديداتهم بالتصويت ضده، في الوقت الذي حذر فيه زعماء "العائلات الخمس" من أنهم سيحاولون هزيمة مشروع القانون في القراءة التالية ما لم يتم تشديده بشكل كبير في الأسابيع المقبلة.
وقبيل التصويت، أعلن مارك فرانسوا، رئيس مجموعة الأبحاث الأوروبية "ERG"، أنه سيتم حث المجموعات الخمس من المحافظين على يمين الحزب، التي كانت تهدد بالتمرد على الامتناع عن التصويت.
وامتنع 29 نائبًا من حزب المحافظين عن التصويت دون الحصول على إذن من مديري الحزب، وفقًا لتحليل صحيفة "التليجراف" البريطانية، يشكلون عددًا كافيًا من المتمردين لاحتمال فشل المشروع في المستقبل. ومع ذلك ظلت الحكومة مبتهجة، إذ نجح مشروع القانون في تجاوز العقبة الأولى، بعد أيام من التحذيرات القاتمة حول فرص نجاح التشريع من جانب أعضاء البرلمان من حزب المحافظين.
وشوهد رئيس الوزراء وهو يعانق سيمون هارت، رئيس السوط، على أرضية مجلس العموم بعد لحظات من الفوز، مُعبرًا عن سعادته بالنتيجة.
وقال "سوناك"، أمس الثلاثاء: "يجب على الشعب البريطاني أن يقرر من سيأتي إلى هذا البلد وليس العصابات الإجرامية أو المحاكم الأجنبية، هذا ما يقدمه مشروع القانون وسنعمل حاليًا من أجل إدراج هذا النص في القانون بما يتيح إقلاع الرحلات إلى رواندا ووضع حدّ لقوارب المهاجرين.
وأصر متمردو حزب المحافظين على أن معركة تشديد التشريع لم تنته بعد، مع توقع طرح التعديلات قبل المزيد من التصويتات الحاسمة في العام الجديد، قائلين إن رئيس الوزراء لديه فرصة أخيرة لتحسين مشروع القانون. وقال أحد منتقدي القانون لصحيفة التليجراف: "لقد سُمح لمشروع القانون هذا أن يعيش يومًا آخر. ولكن بدون تعديلات سيتم وأده الشهر المقبل. والأمر الآن متروك للحكومة لتقرر ما تريد القيام به”.
وفي المقابل، قال متحدث باسم الحكومة: "أظهر مجلس النواب دعمه لتشريع رئيس الوزراء باعتبار رواندا آمنة وإيقاف القوارب، ويعتبر مشروع القانون هذا أصعب تشريع تم تقديمه إلى البرلمان على الإطلاق".
تم تحذير المتمردين المحتملين في وقت سابق قبل التصويت من قبل كبار المحافظين مثل اللورد هيج، زعيم حزب المحافظين السابق، من أن الهزيمة قد تؤدي إلى إطاحة الحزب من السلطة بشكل دائم في الانتخابات العامة المقبلة.
ووافقت مجموعة "أمة واحدة" من المحافظين المعتدلين على التصويت لصالح مشروع القانون، على الرغم من أنها حذّرت الحكومة من أن تشديد التشريع بشكل أكبر قد يعني أنهم يصوتون ضده لاحقًا إذا كان يخاطر بانتهاك القانون الدولي.
يعد مشروع قانون سلامة رواندا (اللجوء والهجرة) محاولة لجعل خطة الهجرة الرئيسية، التي وضعتها الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا أقل عُرضة للطعن القانوني. ويعتبر النص الجديد أن رواندا دولة ثالثة آمنة لا تجبر المهاجرين على العودة إلى بلدهم الأصلي.