تصاعدت التوترات بين الكوريتين في الآونة الأخيرة، تارة بسبب إطلاق كوريا الشمالية قمر صناعي عسكري للتجسس، وتارة أخرى بسبب التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية وأمريكا، وعلى أثرها بدأت سول تستعد عسكريًا وترفع حالة الجاهزية داخل الجيش بعد أن كشفت تقارير عن وجود تعاون سري بين كل من روسيا وكوريا الشمالية.
وفد روسي يزور بيونج يانج
وصل وفد روسي إلى كوريا الشمالية، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، اليوم الثلاثاء، في أحدث دليل على تعزيز العلاقات بين البلدين. وكان في مقدمة الوفد، الذي وصل إلى بيونج يانج أمس الاثنين، أوليج كوزيمياكو حاكم منطقة بريمورسكي كراي الروسية الشرقية البعيدة التي تحدها كوريا الشمالية، وكان في استقباله جي كيونج سو، نائب وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية "كي سي إن إيه".
وهناك آراء تشير إلى أن محادثاتهم تناولت إمكانية نشر عمال كوريين شماليين في روسيا، وهو أمر محظور بموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية وروسيا إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات عقب القمة النادرة بين قادتهما كيم جونج أون وفلاديمير بوتين في سبتمبر الماضي.
وقالت تقارير أمريكية إن "كيم" أرسل أكثر من مليون قذيفة إلى موسكو، في إطار إعلان دعمه اللامحدود إلى روسيا في حربها مع أوكرانيا. وفي المقابل، ساعدت روسيا كوريا الشمالية بنجاح في إطلاق أول قمر صناعي للتجسس العسكري إلى الفضاء.
وفي نوفمبر، وقّعت كوريا الشمالية وروسيا بروتوكولًا ثنائيًا بشأن توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا، بعد أربعة أسابيع فقط من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى بيونج يانج.
وقال مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية: "نحن نراقب عن كثب الأنشطة التي يعتقد أنها تجري بين كوريا الشمالية وروسيا في مختلف المجالات".
سول تتأهب
ولمواجهة المخاطر النووية لبيونج يانج، دعا كبير الضباط العسكريين في كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء إلى "قدرات ساحقة" ضد الاستفزازات المحتملة من كوريا الشمالية خلال زيارته لجزيرة حدودية بعد أن ألغت بيونج يانج اتفاقية عسكرية بين الكوريتين لعام 2018.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، كيم ميونج سو، قوله: "مع إلغاء الاتفاقية العسكرية، رفع العدو مستوى الاستفزازات بفتح موانيهم الساحلية حول الجزر الشمالية الغربية وتنفيذ استفزازات خادعة أو مفاجئة في أي وقت".
وفحص أيضا وحدة مدفعية ردت بالنار على الشمال خلال قصف الجزيرة في عام 2010، داعيا إلى رد "حازم" إذا ما قام العدو بتنفيذ الاستفزاز مرة أخرى.
وزار "كيم" مناطق عمليات أخرى في الخط الأمامي الغربي للفرقة البحرية الثانية وطالب القوات بالحفاظ على الجاهزية ضد مختلف التهديدات العدائية، بحسب مكتبه.