الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غزة "أم الاختراع".. سكان القطاع يتحايلون على نقص الوقود والغذاء بالطبيعة

  • مشاركة :
post-title
مواطن فلسطيني يستخدم زيت الطعام في سيارته بدلا من الوقود في غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

يعود سكان غزة، لحياة بدائية فرضتها عليهم ظروف الحرب الإسرائيلية الغاشمة المتواصلة منذ 66 يومًا ضد القطاع بأكمله شمالا وجنوبًا، ما يضطر النازحون، والفارون بأرواحهم من طائرات وآليات الاحتلال إلى استخدام حيل بسيطة للبقاء على قيد الحياة.

"نفتح علبة السردين.. تقصفها المدافع" يصف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، معاناة شعب فلسطين ضد جرائم جيش الاحتلال، ففي رحلة الصمود والبقاء، يحاول الفلسطينيون تطويع ما حولهم، من الأفران البدائية، والعودة إلى "البوابير" للاحتماء من برودة الشتاء، حتى إن أحد سكان غزة اضطر لوضع زيت الطعام في سيارته للنزوح إلى الجنوب.

ووفقًا للأمم المتحدة، تم تهجير 1.9 مليون مواطن فلسطيني، أي نحو 85% من سكان قطاع غزة، بسبب العدوان الإسرائيلي، بعد أن تم تدمير أكثر من نصف منازل القطاع.

"البوابير".. للاحتماء من الشتاء

وبعد اختفاء عشرات السنين عادت مهنة "تصليح البوابير" في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي ونقص غاز الطهي وارتفاع أسعار الحطب، وللاحتماء من برودة الشتاء، بحسب "وفا" الفلسطينية.

ويلجأ النازحون في جنوب قطاع غزة إلى المواقد النحاسية القديمة (البوابير)، التي تعمل بالجاز، ويقوم الغزاوي، إبراهيم شومان بإصلاح البوابير للسكان في غزة، لعدم توفر الغاز أو الوقود.

عودة ظهور البوابير في غزة
زيت الطعام بدلًا من وقود السيارات

وأمام الأوضاع المريرة التي يعيشها سكان غزة، رفع سائقو الأجرة في القطاع شعار "الحاجة أم الاختراع"، بعد أن اضطروا إلى وضع زيت الطعام في السيارات نظرًا لعدم توافر الوقود.

ومنذ بدء الحرب على غزة، قطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الطاقة عن القطاع ما أدى إلى انعدام بالمياه والكهرباء وحتى الوقود، علماً بأن أكثر من 96% من موارد المياه في القطاع غير صالحة للاستهلاك الآدمي منذ سنوات طويلة.

من جانبها قالت أديل خضر، المديرة الإقليمية ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيان لها، إن توزيع المساعدات يمثل تحديًا أكبر من أي وقت مضى بسبب القصف ونقص الوقود.

زيت الطعام بديلا للوقود في غزة
أفران من الطين

وأمام نقص الطعام، ومياه الشرب، إلى نقص الوقود الحاد، تلجأ العائلات الفلسطينية إلى صنع أفران من الطين للطهي بعد نفاد الغاز في قطاع غزة.

من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن ما يتم إدخاله من مساعدات لا يتناسب مع حجم المعاناة في قطاع غزة، وكشف أن الحصول على الخبز أصبح من أكبر مشكلات سكان غزة، وأن 27 مستشفى توقف عن العمل في قطاع غزة.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، من انتشار أمراض في غزة، كما حدثت زيادات كبيرة في الأمراض المعدية التي تم الإبلاغ عنها في ملاجئ الأونروا في الجنوب، بما في ذلك الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد، وتواجه الفئات الضعيفة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والجرحى والنساء الحوامل ظروف إيواء صعبة.

غرف خشبية

وفي ظل تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجومه في جنوب غزة، بعد تدميره لشمال القطاع، اضطر بعد النازحين للعيش فوق أنقاض بيوتهم المدمرة جنوب قطاع غزة.

وتبني العائلات بعض الغرف الخشبية على أنقاض منازلهم، المدمرة لعيشون بها خاصة في فصل الشتاء والبرودة القارسة، بحسب "وفا" الفسيطينية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن ما يقارب من 1.9 مليون شخص في غزة (نحو 85% من السكان) هم نازحون داخليًا، مع نحو 1.2 مليون مسجل في 151 منشأة تابعة للأونروا، منهم نحو مليون في 94 ملجأ للأونروا في الجنوب.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 18 ألف شهيد، و47 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إلى جانب آلاف لا يزالون تحت الأنقاض يعتقد أنهم استُشهدوا، ودمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

أحد النازحين يبني غرفة خشبية على أنقاض منزله