تواصل بريطانيا دعمها القوي لأوكرانيا في وجه الهجوم الروسي، إذ أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أخيرًا عن خطوة جديدة لتزويد القوات الأوكرانية بسفن لإزالة الألغام، كجزء من تحالف بحري جديد، وتشير هيئة البث البريطانية "بي بي سي" إلى أن المبادرة الجديدة، التي تشمل النرويج أيضًا، طويلة المدى، وتهدف إلى جعل البحرية الأوكرانية "أكثر قابلية للتشغيل المتبادل مع الناتو".
دعم بريطاني سخي
تعد المملكة المتحدة واحدة من أقوى حلفاء أوكرانيا منذ تصاعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، بعد ما زوّدت جيشها بإمدادات واسعة من الأسلحة والتدريب، ووفقًا للوزارة، خصصت لندن بالفعل نحو 4.6 مليار جنيه استرليني (5.7 مليار دولار) لهذا الغرض.
وستقوم لندن، في البداية، بنقل سفينتين من فئة Sandown Class لمكافحة الألغام (MCMVs) من أسطول البحرية الملكية في البلاد. ومن المتوقع أن يُصدر وزير الدفاع جرانت شابس الإعلان الرسمي في وقت لاحق من اليوم الاثنين، بحسب ما أفادت بي بي سي.
وقال "شابس" في وقت سابق: "سيقدم صائدو الألغام هؤلاء قدرة حيوية لأوكرانيا ستساعد في إنقاذ الأرواح في البحر وفتح طرق تصدير حيوية".
ووفقاً لبيان الوزارة، تأمل لندن وأوسلو في جعل البحرية الأوكرانية "أكثر توافقاً مع الحلفاء الغربيين، وأكثر قابلية للعمل المتبادل مع الناتو".
وأضاف شابس أن التحالف البحري الجديد سيطلق عدة مبادرات أخرى لضمان "التزام عسكري دائم لدعم أوكرانيا".
تحذير روسي
وعلى الجانب الآخر.. قالت روسيا مرارًا وتكرارًا إن أي قدر من الدعم العسكري الغربي لن يغير مسار الصراع، كما حذرت موسكو باستمرار من أن مثل هذه الشحنات تزيد من خطر المواجهة المباشرة بين الناتو وروسيا.
أشارت وزارة الدفاع الروسية في مناسبات متعددة أيضًا إلى أن أوكرانيا زرعت ألغامًا بحرية سوفيتية قديمة على طول ساحلها على البحر الأسود، وانتهى الأمر ببعضها عائمًا في المياه المفتوحة بعد أن تم تفكيكها بسبب العواصف. وفي بيان صدر في يوليو الماضي، حذّر مسؤولون عسكريون روس من العثور على ذخائر أوكرانية ضالة على طول ممرات الشحن في المنطقة الشمالية الغربية من البحر الأسود.
وجاء في البيان في ذلك الوقت: "إن عدم الكفاءة وانعدام المسؤولية من جانب البحرية الأوكرانية أدى إلى وضع ينجرف فيه الآن عدد غير محدد من الألغام.. في البحر الأسود، ما يشكل خطرًا مستمرًا على الملاحة".
تهديد الألغام البحرية
ووفقًا لتقديرات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في الربيع الماضي، زرعت البحرية الأوكرانية ما لا يقل عن 420 لغمًا من هذا النوع منذ بداية الصراع.
في أبريل 2022، قالت وزارة الدفاع التركية إنها اضطرت إلى إرسال فرق غوص خاصة للدفاع تحت الماء (SAS) إلى منطقة قبالة ساحل مقاطعة إزمير التركية بعد اكتشاف لغم عائم. وقبل ذلك بقليل، تم تدمير لغمين ضالين بالقرب من مضيق البوسفور وبالقرب من حدود البلاد مع بلغاريا. وفي الوقت نفسه تقريبًا، أبلغت رومانيا عن اكتشاف مماثل بالقرب من شاطئ البحر الأسود في البلاد.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بما وصفه بـ"خلق أسوأ تهديد للأمن الدولي منذ الحرب العالمية الثانية" من خلال زرع الألغام "كسلاح فعلي للعمل العشوائي".