بعد ثمانية أيام من الإبداع المسرحي المتواصل والفعاليات والعروض العربية، التي التف حولها عدد من كبار المسرحيين، والتنديد بما يحدث في غزة في كل لحظة، اختتمت اليوم الدورة الـ24 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية برئاسة معز مرابط، من مسرح مدينة الثقافة.
وكما بدأ المهرجان بدعم القضية الفلسطينية اختتم أيضًا فعالياته بشعار "هنا غزة هنا فلسطين حرة"، وألقى معز مرابط كلمة حول الدورة الـ24، إذ قال: "يستعصي علينا أن نعلن عن ختام أيام قرطاج المسرحية، فهي دورة عُقدت في ظروف استثنائية، ومن منطلق الإيمان أن المسرح يرسخ قيم الانسان والحرية صممنا أن نضع هذه الدورة على درب المقاومة وإيقاف همجية العدوان الغاشم الذي يقتل الأطفال والرجال والنساء، ويهجّر أصحاب الأرض من أماكنهم بالتنديد وإعلاء صوت الحق وكشف الحقيقة، لهذا رفعنا شعار بالمسرح نحيا وبالفن نقاوم، وأشكر كل من ساهم في خروج تلك الدورة".
وحرص "مرابط" على تسليم ابنة المخرج الكبير المنصف السويسي درع المهرجان على ما قدمه للمسرح التونسي والعربي، وبعدها عرض فيلم قصير عن أبرز ما جاء في الدورة 24 من عروض وفعاليات.
واستكمالًا لدعم غزة وإعلاء صوت الحق من تونس استعرض المهرجان عددًا من الصور من غزة مع كلمات شعرية من الفنان أنيس شوشان تحمل اسم "طغاة الأرض".
مُكرمون
كرّم المهرجان في حفل الختام كلًا من مانويلا سوايرو، الوغبين الادجين دين، بوول شاؤول، حسين المحنوش، فوزية المزي، داود حسين، يوسف عيدابي، الحمائم البيض، منجي الورفلي، سعاد محاسن الذي تسلم ابنها التكريم بدلًا منها وتمنى لو كانت حاضرة بينهم خصوصًا أنها تمر بوعكة صحية، وجليلة المداني.
وحرص اللبناني بوول شاؤول أن يلقي كلمة قال فيها: "هذا التكريم هو لحظة مهمة في حياتي وتكريس لما قدمته للمسرح في مشواري الكبير، والمسرح التونسي هو قلب المهرجان وعلمني أن أفهم المسرح من وجهة نظر إبداعية".
فيما قال الكويتي داود حسين: "جئت من الكويت وأنا أحمل حبًا كبيرًا للتونسيين، وسعيد بوقوفي على مسرح أيام قرطاج الذي أسسه أستاذي المنصف السويسي وتحية لهذا الرائع، وفرحتي ناقصة لأن عقلي مع نشرات الأخبار لأعرف ما يدور في غزة وباسمي واسم كل شريف أقول لأهالي فلسطين لا ننام قلبنا هوى معكم".
وكشف المنجي الورفلي عن وصية طلابه خلال تكريمه وقال: "الذين يقاومون حتى اليوم، نعلمكم أننا هنا نقاوم من أجل المسرح، وأهدى التكريم لزوجتي وشقيقي"
جوائز المهرجان
وبعد التكريمات أعلن عن جوائز الدورة 24، حيث ذهبت جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير لمسرحية "الظاهرة" لأوس إبراهيم من تونس.
فيما حصل جائزة مسرح الحرية للهيئة العامة للسجون والإصلاح مسرحية "الشركة تركة" للمودعات بسجن المسعدين بسوسة على المركز الثالث، وذهب المركز الثاني إلى مسرحية "لا مطلق لا معلق" لمودعي سجن المهدية، بينما المركز الأول فكان من نصيب مسرحية "سفر" لمودعي سجن برج الرومي.
أما بالنسبة لجوائز المسابقة الرسمية فحصلت مسرحية "صمت" لسليمان البسام من الكويت، على التانيت الذهبي، بينما ذهب التانيت الفضي لمسرحية "شمس" لأمين بودريقة من المغرب، أما التانيت البرونزي فذهب لـمسرحية "الفيرمة" إخراج غازي الزغباني من تونس.
فيما ذهبت جائزة أحسن نص إلى مسرحية "صمت" لسليمان البسام من الكويت، وجائزة أفضل أداء رجالي إلى غازي الزغباني عن دوره في مسرحية "الفيرمة" من تونس
بينما حصلت حلا عمران على جائزة أفضل أداء نسائي عن دورها في مسرحية "صمت" من الكويت، بينما جائزة أفضل سينوغرافيا ذهبت إلى مسرحية "الفيرمة" لغازي الزغباني من تونس.