وسط تصاعد التوترات بين الزعيمين بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس والعلاقات المتنامية بين روسيا وإيران، تحدث فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو في مكالمة استمرت 50 دقيقة بحثًا عن إنهاء التوترات. حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقد توترت العلاقات بين روسيا وإسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى"، حين شنت الفصائل الفلسطينية هجومًا مفاجئًا على الداخل الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 240.
نتنياهو مستاء
وذكر بيان إسرائيلي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبدى استياءه من "المواقف المناهضة لإسرائيل"، التي اتخذها مبعوثو موسكو إلى الأمم المتحدة، بحسب وكالة "رويترز". حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اول امس الجمعة، الذي دعمته روسيا، لوقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية. ويعكس الضغط القلق الدولي بشأن الخسائر المدنية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
وجاء في البيان الإسرائيلي أن نتنياهو عبّر في حديثه مع بوتين عن "رفضه الشديد" لتعاون روسيا "الخطير" مع إيران.
وقال البيان: "شدد رئيس الوزراء على أن أي دولة تتعرض لهجوم إرهابي جنائي مثل ما تعرضت له إسرائيل ستتصرف بقوة لا تقل عن ذلك".
إنهاء الصراع
وقالت روسيا إن محادثة الأحد بين بوتين ونتنياهو ركّزت على "الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة"، لكنها لم تذكر استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي من الرئيس الروسي، الذي أكد موقفه الرافض والمستنكر للإرهاب بجميع صوره، بحسب الكرملين.
وأضاف بوتين، أنه في الوقت نفسه، من المهم للغاية ألا يؤدي مواجهة التهديدات الإرهابية إلى عواقب وخيمة للغاية على السكان المدنيين، معربًا عن استعداد بلاده لتقديم كل المساعدات الممكنة لتخفيف معاناة المدنيين وتهدئة الصراع في القطاع المنكوب.
وفيما يتعلق بالإفراج عن الروس المحتجزين لدى حماس، أكد بوتين ونتنياهو خلال مكالمتهما الهاتفية، مواصلة التعاون حتى الإفراج عن جميع المحتجزين.
وفي وقت سابق اتهمت إسرائيل، روسيا بحرمان البلاد من حقها في "الدفاع عن النفس" بعد أن انتقد سفير موسكو لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الجيش الإسرائيلي؛ بسبب حملته العسكرية في قطاع غزة، إذ أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن تل أبيب "غاضبة" من تصريحات الدبلوماسي الروسي، مُضيفة أن العلاقات بين البلدين تتراجع وسط استمرار عملية الجيش الإسرائيلي في غزة.
وبحسب ما أشارت وكالة "تاس" الروسية، فقد صرّح "نيبينزيا" في جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأن إسرائيل لا يمكنها التذرع بالدفاع عن النفس كسبب لاجتياح قطاع غزة، لأن ليس لديها اختصاص للحكم في القطاع في المقام الأول، كما أنها تعمل كـ"قوة احتلال" هناك.
ورد سفير إسرائيل لدى الهيئة الدولية، جلعاد إردان، بالقول إنه "من السخيف أن نسمع الممثل الروسي يعظ إسرائيل بالأخلاق فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والقانون الدولي". وقال أيضًا إن موسكو هي "آخر مكان يمكن أن يعظنا فيه"، في إشارة إلى طرد روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
واتهم الدبلوماسي الإسرائيلي روسيا بمحاولة صرف انتباه العالم عن حملتها العسكرية المستمرة في أوكرانيا، من خلال لفت الانتباه إلى تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة ووصف مثل هذه المحاولات بأنها "مؤسفة".