الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط دعوات للاستقالة.. رؤساء جامعات أمريكية في مرمى نيران "معاداة السامية"

  • مشاركة :
post-title
جامعة هارفارد الأمريكية

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

معاداة السامية، التهمة القديمة الجديدة، عادت للواجهة بقوة منذ السابع من أكتوبر، وتزامنًا مع اندلاع مظاهرات وارتفاع أصوات معارضة لإسرائيل، لتصبح ورقة الضغط التي يستخدمها اليهود لقمع أي صوت معارض لتوجهاتهم، بل وحتى من لا يدعمها، ليواجه الكثيرون حملات شرسة تستهدف وظائفهم وأعمالهم، بينهم رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، ورؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. 

شهادات رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أمام الكونجرس الأمريكي، لاقت ردود فعل عنيفة واسعة النطاق، ولم تعجب المانحين والبيت الأبيض ومجتمعات الحرم الجامعي، لإجاباتهم حول ما إذا كانت الدعوات إلى الإبادة الجماعية لليهود تنتهك قواعد السلوك الخاصة بهم. 

بعد ردود الفعل العنيفة التي واجهوها، خرجت رئيسة جامعة هارفارد كلودين جاي، لتعتذر عن فشلها في إدانة التهديدات بالعنف المعادي للسامية بقوة أكبر خلال شهادتها. 

وقالت "جاي" لصحيفة "هارفارد كريمسون"، في مقابلة نُشرت يوم الجمعة: "عندما تضخم الكلمات الضيق والألم، لا أعرف كيف يمكن أن تشعر بأي شيء سوى الندم"، مضيفة: "وقعت في فخ في تبادل قتالي موسع حول السياسات والإجراءات".

وأضافت: "ما كان يجب علي فعله في تلك اللحظة هو العودة إلى حقيقتي التوجيهية، وهي أن الدعوات إلى العنف ضد مجتمعنا اليهودي -التهديدات الموجهة لطلابنا اليهود- ليس لها مكان في جامعة هارفارد، ولن تمر دون منازع أبدًا". 

كلودين جاي رئيسة جامعة هارفارد
رئيسة جامعة بنسلفانيا ليز ماجيل

وعلى صعيد جامعة بنسلفانيا، واجهت رئيستها ليز ماجيل، دعوات ومطالبات بالاستقالة والتنحي عن منصبها، وهدد أحد المانحين للجامعة بسحب دعم بقيمة 100 مليون دولار، ردًا على تصريحاتها.

كذا واجهت رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث دعوات بالاستقالة، إثر تصريحاتها.

وتزايدات معاداة السامية، وكذا المشاعر المعادية للعرب، وجرائم الكراهية في الولايات المتحدة، وفي حرم الجامعات منذ هجوم السابع من أكتوبر والحرب اللاحقة على قطاع غزة.

ووقّع أكثر من عشرة من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين على رسالة موجهة إلى مجالس إدارة الجامعات، أمس الجمعة، تصف تصرفات الرؤساء الثلاثة بأنها "غير مقبولة".

وجاء في الرسالة: "نطلب منك مراجعة وتحديث سياسات مدرستك وقواعد السلوك للتأكد من أنها تحمي الطلاب من الكراهية".

وتبدأ لجنة بمجلس النواب بقيادة الجمهوريين تحقيقًا في معاداة السامية بالمدارس الثلاث وكليات النخبة الأخرى، ردًا على جلسة الثلاثاء.

إيلون ماسك

نهاية الشهر الماضي، واجه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، حملة هجوم شرسة، إثر تعليقه على أحد المنشورات على منصته تتحدث عن اليهود، ليواجه أيضًا تهمة معاداة السامية.

وردّ الملياردير الأمريكي على منشور يقول إن "اليهود يستخدمون ضد البيض نفس الكراهية التي يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم"، وعلق ماسك بالقول: "لقد قلت الحقيقة بالفعل".

وأدان البيت الأبيض تصريحات ماسك، واعتبرها ترويجًا بغيضًا لمعاداة السامية، كما قالت المفوضية الأوروبية: "شهدنا زيادة مثيرة للقلق في المعلومات المضللة وخطاب الكراهية في العديد من شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة، وهذا بالطبع يشمل منصة (إكس)".

وواجهت منصة إكس التي يملكها ماسك، إعلان العديد من كبار المعلنين وقف أو تعليق إعلاناتهم على المنصة، بعد المنشور، وقالت منظمة "ميديا ماترز" غير الربحية أن شركات "أبل" و"ديزني" و"كومكاست" و"ليونزجيت إنترتينمنت" و"باراماونت جلوبال"، إضافة إلى شركة "آي بي إم".

وفي محاولة لإثبات أنه لا يعادي السامية، زار إيلون ماسك إسرائيل في 27 نوفمبر الماضي، والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اصطحبه إلى كيبوتس (مستوطنة) في غلاف غزة، تضرّر من هجوم حماس.

والتقى إيلون ماسك بعائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي إنه تمّ الاتفاق مع "ماسك" على ألا تزوّد غزة بسحابة إنترنت في حال قطعت إسرائيل الاتصالات عن القطاع.

وعلّل ماسك الأمر بأنه لا يمكن تزويد غزة بالإنترنت، نظراً لأنها لا تملك البنية التحتية اللازمة.