اشتعل في الأيام القليلة الماضية، سباق الفضاء بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، بعد نجاح سول في إطلاق أول قمر صناعي عسكري استطلاعي لها، السبت الماضي، بعد أسبوع واحد تقريبًا من إطلاق بيونج يانج لقمرها الصناعي الخاص. حسبما ذكرت صحيفة "ذا كوريا" الكورية الجنوبية.
ومن المتوقع أن يتصاعد التنافس بين البلدين في المستقبل، حيث يسعيان إلى إرسال مزيد من الأقمار الصناعية لتعزيز قدراتهما الاستطلاعية القائمة على الفضاء، ما يزيد من التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وأمس الأحد، هددت بيونج يانج بالحرب في المستقبل القريب، انتقادًا لقرار سول الأخير بإلغاء جزئي لاتفاقية عسكرية بين الكوريتين وقعت في عام 2018 لتخفيف التوترات على طول الحدود.
ردع التهديدات النووية لبيونج يانج
وتم إطلاق أول قمر صناعي تجسسي محلي الصنع في كوريا الجنوبية على صاروخ "سبيس إكس فالكون 9" من قاعدة فاندنبرج للقوات الفضائية في كاليفورنيا، الولايات المتحدة. ووضع القمر الصناعي في المدار المحدد بعد نحو ساعة من الإقلاع، ونجح في إنشاء اتصال مع محطة الأرض صباح السبت الماضي، وفقًا لوزارة الدفاع الوطني في كوريا الجنوبية.
كان الإطلاق جزءًا من مشروع كوريا الجنوبية "425"، الذي يهدف إلى إرسال قمر صناعي واحد بتلسكوب تحت الأحمر الكهروضوئي الذي تم إطلاقه يوم السبت - وأربعة أقمار صناعية أخرى برادار الفتحة الاصطناعية "SAR" إلى مدار منخفض حول الأرض بحلول عام 2025، بهدف تعزيز قدرات الاستطلاع العسكري والحد من الاعتماد على مصادر المخابرات الأجنبية.
وتمتلك الأقمار الصناعية "SAR" القدرة على التقاط البيانات في جميع الظروف الجوية، متجاوزة القيود التي تواجهها الأقمار الصناعية، التي لا يمكنها اختراق السحب الكثيفة.
وفور أن تصبح عاملة، ستقوم الأقمار الصناعية الخمسة بإجراء مراقبة عالية الدقة على المنشآت العسكرية الرئيسية للجار المسلح نوويًا في فترات زمنية تبلغ ساعتين، ما يعزز بشكل كبير النظام الخاص بكوريا الجنوبية، وهو منصة مصممة لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية بشكل استباقي عن طريق اكتشاف علامات هجوم وشيك.
إطلاق ناجح من كوريا الشمالية
وجاء إطلاق سول الناجح لقمرها الصناعي التجسسي المحلي الصنع بعد أسبوع واحد تقريبًا من إعلان بيونج يانج وضع أول قمر صناعي عسكري استطلاعي لها (ماليجيونج-1) في المدار.
بدأ القمر الصناعي الكوري الشمالي عملياته بكامل طاقته السبت الماضي، وفقًا لمقال نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
ولا يُعرف الكثير عن القدرات التقنية للقمر الصناعي الكوري الشمالي، مثل تقنية تشغيل الكاميرا، ومعالجة البيانات، وقدرة الأجهزة الاتصالية على الإرسال. لكن تتراجع دقة القمر الصناعي الكوري الشمالي بشكل كبير عن دقة القمر الصناعي الكوري الجنوبي، كما يقول النقاد.
وقال شين جونج وو، باحث أول في منتدى الدفاع والأمن الكوري، وهو مركز أبحاث، لصحيفة "كوريا تايمز"، إن "القمر الصناعي العسكري الكوري الجنوبي، الذي يستطيع اكتشاف جسم صغير بحجم 30 سنتيمترًا، سيكون قادرًا على التقاط حركات المركبات العسكرية الكورية الشمالية".
وأضاف: "لكن القمر الصناعي الكوري الشمالي يُعرف أن له دقة تقديرية تبلغ نحو ثلاثة أمتار. إنه ليس متطورًا بما يكفي لإجراء أنشطة استطلاع عسكرية ذات مغزى غير اكتشاف السفن البحرية الضخمة".
وادعت كوريا الشمالية أن القمر الصناعي الذي أطلقته أخيرًا أرسل صورًا مفصلة للمدن الكورية الجنوبية الرئيسية والقواعد العسكرية الأمريكية في غوام وهاواي، بالإضافة إلى عدة حاملات طائرات نووية في القواعد البحرية الأمريكية.
لكن بيونج يانج لم تكشف عن أي من تلك الصور بعد، كما أشار شين، قائلا إن النظام يمكن أن يكون مبالغًا في قدراته.
الحرب تقترب
وجاء إطلاق القمر الصناعي العسكري الكوري الجنوبي وسط تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، مع تحذير كوريا الشمالية من "الاشتباك الجسدي والحرب"، ملقية باللوم على قرار سول بإلغاء جزئي للاتفاقية العسكرية بين الكوريتين بعد إطلاق بيونج يانج للقمر الصناعي.
وقال معلق عسكري كوري شمالي في مقال نشرته وكالة بيونج يانج، أمس الأحد: "في 22 نوفمبر، أعلن السياسيون والعسكريون لجمهورية كوريا فجأة تعليق بعض بنود اتفاقية الشمال والجنوب العسكرية التي تم التوقيع عليها في 19 سبتمبر.. ومنذ ظهر اليوم، دخلوا جميعًا في صخب المواجهة العسكرية، ما يذكر بعشية الحرب"، مؤكدًا أن الحرب بين الكوريتين أصبحت مسألة وقت.