"يهمني أبقى ممثل ميهمنيش أكون نجم".. هذه هي جملة الفنان المصري صلاح قابيل التي تُعبر عن مشواره الفني الذي كان حريصًا خلاله على أن ينظر فيه إلى الشخصيات التي يقدمها ويبدع فيها، خصوصًا أنه لم يصل إلى الشهرة بسهولة، ولم يحقق حلم التمثيل ببساطة، لأن والده كان يرفض عمله في هذا المجال، لذلك حينما وصل إلى حلمه كان حريصًا في كل أدواره على أن يثبت موهبته الفنية وقدراته التمثيلية، وتنوع شخصياته بين كل الألوان الفنية.
طريق صعب
صلاح قابيل، المولود عام 1931 في محافظة منيا القمح الذي تحل ذكرى رحيله اليوم، حاول إرضاء والده بالالتحاق بكلية الحقوق، لكن شغفه بالتمثيل جعله يترك الجامعة، ويسير وراء قلبه وما يحب.
ويحكي عن هذه الفترة في لقاء تليفزيوني، حيث يقول: "التحقتُ بمعهد تمثيل بعد أن تركت كلية الحقوق، وتخرجتُ عام 1958، ولكن تحقيق الحلم لم يكن سهلًا، والمسيرة كانت صعبة، ولم أصل إلى أول أدواري بسهولة، إذ جلستُ 10 سنوات حتى أصل إلى أول دور ".
وتابع: "خلال هذه الفترة لم أترك نفسي، فكنت حريصًا على أن أثقل موهبتي الفنية، وكنت أقرأ كتبًا فنية وأشاهد أعمالًا مسرحية، وحينما جاءتني الفرصة في فيلم زقاق المدق، لفت نظر كل من شاهد العمل".
حياة خاصة
انطلق صلاح قابيل في مشواره الفني، وقدَّم عددًا من المسلسلات والأفلام المهمة، فكان يميل في أعماله إلى القصص الأدبية أو المأخوذة من أرض الواقع، ومن بينها فيلم "بين القصرين، أفواه وأرانب، دموع في عيون وقحة"، وغيرها.
وعلى الرغم من الشهرة الكبيرة التي حققها على مستوى الفن، فإنه كان حريصًا على أن يخفي حياته الخاصة عن جمهوره.
ويحكي صلاح الذي أنجب أربعة أبناء هم "عمرو، آمال، دنيا، وصفاء" عن السبب، ويقول في لقاء تليفزيوني: "أنا متعمد أن تكون لي حياة خاصة، والمحك الوحيد للفنان مع جمهوره هو العمل الفني، لأن هذه النوعية من الدعاية، إذا اعتبرنا أن الفنان سلعة، تقلل من إمكانيات الفنان، رغم أنها تهم القراء، ولكن أنا لا أؤمن بها".
محاولة إخفاء صلاح حياته الخاصة، فتحت الباب أمام تكهنات الجمهور، الذي بدأ في إطلاق عدد من الشائعات، ومن أبرزها أنه تزوج من الفنانة وداد حمدي، وهو الأمر الذي نفاه نجله عمرو مرارًا وتكرارًا في البرامج التليفزيونية، وأكد أنها كانت صديقة مقربة فقط من والده.
تقصير مسرحي وإذاعي
رغم النجاح الكبير الذي حققه صلاح في السينما والدراما، فإن المسرح لم يأخذ حقه معه، فلم يقدم إلا أعمالًا قليلة جدًا، ويعترف في أحد لقاءاته قائلًا: "أنا مُقصر في حق المسرح".
كان صلاح لا يحب أن يشارك في الأعمال الإذاعية كثيرًا، وتحدث عن هذا في لقاء تليفزيوني، قائلًا: "الأعمال الإذاعية لا تصل للجمهور بشكل كبير، ولست مجتهدًا إذاعيًا بشكل جيد، ربما أشارك في عمل واحد فقط إذا طُلب مني".
رحيل
انطوت صفحة الفنان صلاح قابيل في عام 1992، إذ رحل عن عالمنا بعد تعرضه لنزيف في المخ، ولكن بقيت أعماله وسيرته التي حاول البعض اختزالها في شائعة غير صحيحة خرجت بعد وفاته بأنه دفن حيًّا بعد تعرضه لغيبوبة سكر، ولكن سرعان ما نفت أسرته هذه الشائعة.