لم يعد لأهالي غزة وجهة آمنة يتوجهون إليها، بعد توسع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ هجومه البري، وتوجيه ضرباته ناحية الجنوب، في الوقت الذي يستمر أيضًا بتدمير الشمال، والإجهاز على القطاع الطبي، وتدمير البنى التحتية.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إخلاء نحو 20 منطقة في قطاع غزة، عبر خدمة الرسائل القصيرة، بالإضافة إلى نشر خرائط عبر الإنترنت تشير إلى المكان الذي يجب أن يذهب إليه السكان، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
تركيز الهجوم على خان يونس
وحدد جيش الاحتلال المناطق الآمنة للمدنيين، ومطالبتهم بالتوجه نحو ساحل الأبيض المتوسط، لكن سكان غزة ومسؤولي الأمم المتحدة أكدوا صعوبة الالتزام بتلك التعليمات، بسبب مشكلات في الاتصال بالإنترنت والكهرباء، بحسب "جارديان".
ويبدو أن العملية العسكرية تركزت في خان يونس وما حولها، التي تدعي إسرائيل أنها معقل للفصائل الفلسطينية، ويعتقد أن كبار قادتها يختبئون فيها.
75 % نازحون
ويلجأ مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى خان يونس بعد فرارهم من القتال في الشمال، ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فقد نزح نحو 1.8 مليون شخص في غزة، أو ما يقرب من 75% من السكان.
اكتظاظ المدارس
في أعقاب توسيع إسرائيل لهجومها البري على جنوب قطاع غزة، تدهور وضع السكان المدنيين في المنطقة، إذ بات الأمر خطيرًا للغاية، في ظل إرسال جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات للسكان باللجوء إلى المناطق الآمنة.
ولم يعرف سكان غزة إلى أين ينبغي عليهم الفرار، بعد أن التمس بعضهم الحماية في مدارس الأمم المتحدة، إلا أن هذه المراكز مكتظة تمامًا، ما ينذر بكارثة صحية.
مطالبات بحماية المدنيين
وأمام صعوبة الأوضاع التي يعيشها النازحون، دعت الحكومة الألمانية إسرائيل إلى حماية المدنيين.
وحذّر متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين، من تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في قطاع غزة، وضرورة السماح بالمساعدة اللازمة للسكان في المنطقة.
وقال المتحدث: "يبلغ عدد سكان جنوب قطاع غزة الآن 1.8 مليون نسمة، ومن المهم أن تلتزم إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي. ولا ينبغي لإسرائيل أن تدعو السكان المدنيين في قطاع غزة إلى التماس الأمان فحسب، بل يجب عليها أيضًا أن تخلق الفرصة للقيام بذلك.
إسرائيل تتهرب من جرائمها
وتدعي إسرائيل أنها لا تستهدف المدنيين خلال حربها على غزة، بعد ما قاله رئيس أركان الاحتلال: "لو كانت حماس قد خرجت خارج المناطق الحضرية وقاتلتنا هناك، فلن يتأثر السكان المدنيون بالطبع"، بحسب "سي إن إن".