دعا ماثيو سامودا، وزير البيئة الجامايكي، إلى وضع خطوات وآليات محددة لتمويل الدول النامية؛ من أجل التكيّف وتحقيق أهداف التنمية المُستدامة.
وقال "سامودا"، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، إنه توجد صعوبات في الوصول إلى تلك التمويلات؛ بسبب عدم وفاء بعض الدول بالتزاماتها، مُشيرًا إلى أنه تحدث مع العديد من القادة رفيعي المستوى خلال القمة، وأجرى معهم العديد من المناقشات المهمة، وجرى الحديث حول الخطوات القادمة والأهداف الخاصة بتمويل الدول النامية، وكيف يُمكننا أن نتعلم من دروس الماضي أو بالأحرى الفشل في تلبية احتياج الدول النامية لمئات المليارات للعمل على أهداف التكيف الخاص بها.
وأكد وزير البيئة الجامايكي، أن هناك العديد من النقاشات قد جرت حول آلية التمويل، وما هي أفضل آلية للتمويل، وكيف يمكننا توزيع تلك التمويلات، مُشيرًا إلى أنه كانت هناك بعض النقاشات المهمة حول الصعوبات التي تواجه الدول النامية؛ للوصول إلى تلك التمويلات، وهل كان هذا بسبب عدم الإيفاء من قبل بعض الدول بالالتزامات المالية الخاصة بها، وكيف يمكن أن نجد تلك الآلية المناسبة لتيسير سير هذه العملية وكيف يمكن أن نتغلب على هذه التحديات المالية.
وقال إن الدول المتقدمة قد قامت ببناء تلك التمويلات التي لا تتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، مضيفًا: "نحن الأكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي وليس لدينا مسار واضح للحصول على تلك التمويلات، بغض النظر إذا كانت من البنك الدولي أو إذا كانت من صندوق تمويل التغيرات المناخية الخاص بالأمم المتحدة، أعتقد أن ما أراه حاليًا هو إدراك عام لهذا الصدد، فيوجد العديد من النقاشات والأفكار المتنوعة ومن الأمور الجيدة أيضًا من وجهة نظري في هذه المناقشات التي جرت أمس المساهمة لدولة بريطانيا بشأن التزاماتها التمويلية؛ لأنه من المهم أنه على الأقل قد تم الاعتراف بهذا، فنود أن نتأكد من أننا قد غادرنا هذا المؤتمر ونحن مجتمعون على أهداف واضحة بإطار زمني محدد من أجل مخطط الإصلاح".
وقال وزير البيئة، في لقائه مع "القاهرة الإخبارية"، إن جامايكا عضو في ائتلاف عالي الطموح، حيث اتفقنا على 30% من أهداف حماية المعالم البيئية بحلول 2030، وكان هذا قبل اتفاقية العام السابق في مونتريال.
وأوضح "سامودا"، أن جامايكا تعمل في هذا المسار، فقد قامت بالفعل بحماية 26% من معالمها البيئية، وقامت ببعض التغييرات القانونية بشأن التعامل بحذر مع تلك الأماكن الدقيقة بيئيًا في جامايكا بنهج حكومي حريص على البيئة، مؤكدًا عزمهم على تجاوز هدف 30% بحلول 2030 وأن يصلوا إلى 40% من المعالم البيئية المحمية في جامايكا.
وعن مشاريع الطاقة المتجددة، قال إن جامايكا ليست مصنفة من الدول الصناعية الكبرى، وليس لديها قطاع صناعي نشط بشكل كبير، مضيفًا: "نحن لا نعيد تصنيع المواد الخام، فلذلك نحن لا نستخدم الكثير من الطاقة نحو 1100 ميجا وات فقط، ولكن نحن نشهد ثورة في استخدام الطاقة المتجددة بالطبع، ونحن نحصل الآن على ما يزيد على 18% من طاقتنا من المصادر المتجددة للطاقة، وانخفض استخدامنا للطاقة إلى ألف ميجا وات وندعو شركاءنا من جميع أنحاء العالم ليأتوا ويحدثونا عن الطاقة، ونحن نعمل على تقليل استخدامنا إلى 50% حلول 2023.
وأكد الوزير الجامايكي، على سعي بلاده بشكل فعّال؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأن تتأكد من أن لديها الاستدامة المالية عن طريق عدم استيراد النفط أو الغاز؛ لأنها ليس لديها وقود أحفوري، وهذا بالطبع يقع ضمن مسؤولياتها المناخية، وأيضًا من ضمن مسؤولياتها المالية، إذ تجعل أغلب مصادرها من الطاقة المتجددة.
وأكد "سامودا"، أننا يجب أن نتذكر أن 1.5 درجة ليس هدفًا كبيرًا، ولن نكون بحالة جيدة حين نصل لهذا الرقم، بل ستستمر معاناتنا جميعًا، إذ إنه سيمثل الاحتياجات الأساسية للتكيف للدول النامية؛ من أجل أهداف زراعية أفضل ولتحسين البنية التحتية ولشبكات المياه وغيرها من الأمور المهمة.
وتابع: "حين يكون هدفنا هو تجاوز 1.5 درجة، فهذه الأهداف ستتغير فإذا كان هذا قرار مالي وأخلاقي لقادة الدول المتقدمة للإيفاء بالتعهد، فإنه ليس هدفًا كافيًا ولكنه على الأقل يعطينا بعضًا من الأمل؛ للتأكد من أننا قادرون على التكيف مع هذه التغيرات".