أجرت "القاهرة الإخبارية"، لقاءً مع الدكتور فراس الأبيض، وزير الصحة اللبناني، على هامش مؤتمر المناخ "كوب 28" والمُقام في الإمارات العربية المتحدة، تحدث فيه عن التحديات التي تواجه لبنان والدول العربية، في ظل التغيرات المناخية، وما هو المطلوب من العالم للوقوف أمام تلك التحديات، مُؤكدًا أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين الدول لحل مشكلة ارتفاع درجة الحرارة والتصحر.
وقال "الأبيض"، إن موضوع الاحتباس الحراري والارتفاع بدرجة حرارة الكرة الأرضية، يسبب عدة مشاكل في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، إذ نرى ظاهرة التصحر، ومشاكل شح المياه، إلى جانب ظاهرة التلوث التي تزيد من نسبة الأمراض.
وأضاف وزير الصحة اللبناني، أن كل هذه المشاكل البيئية، تنعكس على صحة الناس بشكل عام، وتشكل تحديات للأنظمة الصحية في منطقة أصلًا تواجه العديد من المشاكل، فلذلك كانت الفرصة أن يأتي العالم على كوب 28 لنحكي بهذه المشاكل وكيف يمكن حلها، وكذلك حتى يتحمل الجميع مسؤولياته، وخاصة الدول الصناعية الكبرى التي تُعتبر الملوث الأساسي على صعيد الكرة الأرضية.
وفي إجابته على سؤال عن كيفية تعاون الدول العربية مع الأوروبية؛ لمساعدة لبنان في التخلص من المشاكل التي تؤرقه، قال "الأبيض"، إن لبنان يحتضن نحو مليوني لاجئ من الأخوة في سوريا أو من فلسطين أو من غيرهما من البلاد، وهذا العدد الكبير نسبة لعدد السكان، يرهق النظام الصحي في لبنان، في الوقت الذي يمر لبنان فيه بأزمات متعددة، منها أزمة اقتصادية وغيرها.
وأضاف: "طبعًا الاستثمار في النظم الصحية هو أمر مهم، ووزارة الصحة في لبنان عندها استراتيجية لموضوع الطاقة المتجددة في المؤسسات الصحية، فـ 50% من المستشفيات الحكومية صارت فيها طاقة متجددة وألواح شمسية، كذلك نحو 70% من مراكز الرعاية الصحية الأولية، طبعًا بالإضافة إلى مشاريع أخرى تنفذها الوزارة، لتدعم مثلًا الوصول إلى المياه النظيفة وغيرها خاصة للمؤسسات الصحية، في هذا الموضوع هنالك عدة مشاريع ويجب أن يكون هناك دور للمجتمع الدولي في دعم لبنان، وخاصة مثل ما قلنا مع احتضان هذا العدد الكبير من النازحين، حتى يستطيع النظام الصحي في لبنان أن يقوم بواجباته تجاه المواطنين والنازحين".
وعن استراتيجية لبنان الصحية لعام 2030، أوضح الوزير اللبناني، أن الوزارة أطلقت في شهر يناير 2023، الاستراتيجية الوطنية للصحة، مُشيرًا إلى أن رؤية 2030، تعتمد على عده ركائز أساسية، الركيزة الأولى هي نظام صحي يعتمد على الرعاية الصحية الأولية، ويعتمد كذلك على الوقاية.
وأشار إلى البرامج التي تنفذها الوزارة، في أكثر من 300 مركز منتشرة على الأراضي اللبنانية حتى تؤمن الدواء والطب الوقائي والرعاية الصحية الأولية.
وأوضح أن الاستراتيجية تقوم على الاستثمار بأمرين أساسيين، الأول هو الرقمنة في النظام الصحي؛ لأنها تساعد على الاستثمار في ميكنة النظام الصحي، وهو ما يساعد في تخفيف التكاليف، ومساعدة الجميع على الوصول إلى صحة أفضل وخاصة في المناطق النائية، والموضوع الثاني هو الاستثمار في الطاقات البشرية.
وأضاف: "نحن نعرف أن هناك نقصًا في الطاقات البشرية الصحية في العالم بشكل عام، ونحن بعد الأزمات التي مر بها لبنان صار في هجرة للأطباء والممرضين، ومن ثم يجب أن نستثمر في تعليم وتدريب الكفاءات البشرية في قطاع الصحة حتى نقدر نقدم الخدمات لأهلنا في لبنان".
وأكد أن أهم شيء في مؤتمر "كوب 28"، أنه وضح الصورة وحذّر من مشاكل التمادي في عدم علاج موضوع الاحتباس الحراري، ووضح المسؤوليات، مشيرًا إلى أن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على الدول الصناعية.
وأضاف أن الدول العربية أصلًا تُعاني، إذ إن هناك الكثير منها يُعاني من حرارة مرتفعة، وتصحر، واحتباس حراري؛ ولذلك المطلوب من هذه الدول أن تأخذ احتياطاتها، بهذا الموضوع، أهم شيء هو التعاون؛ لأن هذه المشكلة لا يمكن أن تحلها دولة بمفردها، وهذا الموضوع يجب أن يكون فيه تعاون من جميع الدول والتزام من جميع الدول بمسؤولياتها حتى نستطيع حل هذه المشكلة.