تماشيًا مع تعهدات رئيس وزراء الاحتلال بمواصلة الهجوم البري على غزة، بقوة مُتزايدة، شن الجيش الإسرائيلي قصفًا مُتواصلًا على جنوبي القطاع، الأحد، وصفته الأمم المتحدة بأسوأ ما في الحرب، بينما باتت "خطوط حمراء" تعكر صفو الاتفاق المعهود بين واشنطن وتل أبيب.
بعد إصدار جيش الاحتلال أوامر بإخلاء ما يعادل ربع القطاع، بدأ عملية برية شمال خان يونس، جنوبي القطاع، بحسب ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، بعد أن شن الطيران قصفًا جويًا مكثفًا استهدف أكثر من 50 موقعًا.
أسوأ ما في الحرب
ناجى المُتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ضمير العالم، لإنقاذ أطفال غزة، واصفًا القصف الإسرائيلي على جنوب القطاع بـ "الأسوأ" في الحرب.
إذ قال جيمس إلدر، المُتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الأحد، إن القصف الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة هو "أسوأ قصف في الحرب في الوقت الحالي".
كتب في منشور على (إكس) "أرى خسائر فادحة، لدينا إنذار أخير لإنقاذ الأطفال، وضميرنا الجماعي".
ووفق أحدث إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن أكثر من 15500 فلسطيني قضوا في الشهرين الماضيين؛ جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، أكثر من 40 بالمائة من الأطفال، إضافة إلى أكثر من 41300 فلسطيني أُصيبوا بجروح مُختلفة في الهجمات.
"بقوة مُتزايدة"
وتعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بمواصلة الهجوم البري "بقوة متزايدة" و"حتى النهاية" على قطاع غزة، معتبرًا الأمر هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر الكامل لإسرائيل المتمثل في "القضاء على حماس" وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن قوات الأمن تواصل التوغل البري مع احترام القانون الدولي، وهو ادعاء يلقى تشكيكًا من مراقبي حقوق الإنسان وغالبية زعماء العالم.
وقال نتنياهو في وقتٍ سابقٍ، "لقد وجهت أمس الأول الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع مجلس الحرب، باستئناف القتال بقوة متزايدة"، مُشيرًا إلى تدمير 400 هدف لحماس خلال 24 ساعة.
أضاف "قمنا بشن غارات جوية واسعة النطاق في خان يونس، لقد قضينا على الإرهابيين والبنية التحتية في بيت لاهيا".
وتحدث نتنياهو عن أن جنود الاحتلال قد استعدوا للقتال المستمر "بكامل قوتهم" خلال فترة توقف القتال، وقت الهدنة.
وادعى نتنياهو أنه لم يتمكن من القيام بتحقيق النصر الكامل في جولات الصراع السابقة؛ لعدم وجود الإجماع الداخلي أو الدولي الضروري للقيام بذلك، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
خلافات تظهر للسطح
وأقر نتنياهو بوجود خلافات مع الولايات المتحدة بشأن سيناريو ما بعد الحرب في غزة، وقال إن واشنطن تدعم بعض أهداف الحرب، "اثنان منها بالتأكيد"، في إشارة إلى الخلافات العلنية بشأن دعوة واشنطن إلى قيام سلطة فلسطينية "متجددة" بتولي السيطرة في غزة، بعد انتهاء العمليات العسكرية في القطاع.
أضاف نتنياهو: "في نهاية الأمر هذه حربنا، ونحن من ينبغي عليه اتخاذ القرارات". وأضاف "نحن نحاول وننجح في كثير من الأحيان في إقناع أصدقائنا الأمريكيين، آمل وأعتقد أن هذا سيكون هو الحال في المستقبل".
"خطوط حمراء"
وقال المُتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع إسرائيل كل يوم حول توخي "الحذر والدقة في استهدافها".
وحول ما إذا كانت هناك "خطوط حمراء" بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن استراتيجيتهما العسكرية، قال "كيربي" في تصريحات صحفية، الأحد، "لهذا السبب نواصل العمل -كما قال لويد أوستن، وزير الدفاع- مع نظرائنا الإسرائيليين، لحملهم على أن يكونوا حذرين ودقيقين ومحددين في استهدافهم قدر الإمكان".