مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يومه الـ58، واصل جيش الاحتلال القصف العنيف على مناطق متفرقة في شمال ووسط وجنوب القطاع، موقعًا مئات الشهداء والجرحى، فيما عزل محافظة خان يونس في الجنوب، بعد استهدافها بأحزمة نارية.
وتوقع المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن يصل عدد الشهداء في تدمير 50 منزلا دفعة واحدة في حي الشجاعية، إلى 700 شهيد، في وقت سابق أكد المستشفى المعمداني وصول أكثر من 209 شهداء.
كما استُشهد نحو 100 فلسطيني في غارة استهدفت منزل عائلة أبو عبيد بجباليا، وفجر اليوم، استُشهد 9 مواطنين وأُصيب عدد آخر في استهداف منزل عائلة عزوم في حي الجنينة، شرقي رفح.
وأعلنت السلطات في غزة وصول 9 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى، جراء استهداف الاحتلال منزل عائلة أبو مغصيب في دير البلح، وسط القطاع.
واستشهد 15 فلسطينيًا وأصيب العشرات باستهداف عدة منازل لعائلات زقوت والطهراوي وسط النصيرات، ومنزل لعائلة الإفرنجي قرب أبراج عين جالوت في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وشنّ طيران الاحتلال عدة غارات على منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، واستهدف منزلًا في البريج يعود لآل الزهرة، بالقرب من دوار أبو الروس.
جباليا
وسقط شهداء وجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، واستهدف طيران الاحتلال منزلًا في محيط رمزون الطيران، ووجود عدد من الشهداء والمصابين.
ونفذت طائرات الاحتلال سلسة غارات وأحزمة نارية في حي التفاح والدرج، وسُمع دوّي انفجارات متتالية غرب مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
خان يونس
واستمر القصف المكثف على خان يونس جنوب القطاع، من الزوارق الحربية غربًا ومن المدفعية شرقًا، إضافة إلى تنفيذ طائرات الاحتلال غارات جوية أوقعت في الساعات الـ24 الأخيرة 29 شهيدًا في المحافظة.
ودخلت الدبابات الإسرائيلية إلى شارع صلاح الدين غربًا، لتعزل جزءًا من خان يونس عن منطقة وسط القطاع، فيما حاولت قطع الطريق بين المحافظة ورفح جنوبًا.
وسبق أن أسقط الاحتلال منشورات على مدينة خان يونس، تطالب السكان بالنزوح من المنطقة، التي أصبحت "منطقة قتال خطيرة".
ولا تترك الغارات الجوية الإسرائيلية، أي مكان آمن للفلسطينيين في جنوب غزة، وفق ما ذكرت صحيفة " الجارديان" البريطانية، اليوم الأحد.
وقالت الصحيفة إن أكوام القمامة تنتشر في جنوب غزة، خصوصًا بالمناطق التي يتجمع فيها سكان القطاع بحثًا عن الأمان من الغارات الجوية الإسرائيلية.
وأضافت أن الاحتلال أصدر أوامر بنزوح سكان شمال غزة إلى الجنوب، مما أجبر السكان على العيش في مساحة أصغر، حيث اقترن نقص الغذاء والمياه بانهيار الخدمات، بما في ذلك جمع القمامة، مما يهدد بحدوث أزمة صحية.
ولفتت إلى أن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، اضطروا إلى التعامل مع هذه الظروف المعيشية، ونقلت ما ذكرته منظمة "إيروورز" التي تراقب الأضرار التي تلحق بالمدنيين، الأسبوع الماضي، إنها وثقت تقارير عن 127 حادثة تنطوي على أسلحة متفجرة داخل "المنطقة الآمنة" في الأسبوع الأول، بعد صدور أمر التهجير الإسرائيلى في 14 أكتوبر.
وقالت لينا، وهي موظفة في منظمة "ميرسي كوربس" الأمريكية غير الحكومية، والتي لم ترغب في الكشف عن هويتها، إن مخبزًا في بلدة النصيرات تعرض للقصف بعد يومين فقط من انتقال عائلتها إلى هناك من مدينة غزة.
ظهور أمراض معدية
ومع نزوح 1.8 مليون شخص من شمال ووسط غزة، إلى جنوب القطاع المكدس، حذرت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا من أزمة صحية ناجمة عن نقص الخدمات الأساسية لهم.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الأسبوع الماضي، إن هناك أكثر من 100 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ونحو 80 ألف حالة إسهال.
ويقيم معظم النازحين في مرافق الأمم المتحدة أو مدارسها، بينما تزاحم آخرون في منازل أقاربهم، وقالت دينا صافي، التي انتقلت إلى النصيرات من مدينة غزة منذ بدء العدوان، إن الحياة في الجنوب صعبة، مع قلة فرص الحصول على الطعام أو الماء.
وأضافت إن 11 من أفراد أسرتها أصيبوا بالمرض بسبب شرب المياه الملوثة، وأشارت إن القمامة والأنقاض في كل مكان، وبات الوضع سيئًا بشكل خاص بالقرب من ملاجئ النازحين والمدارس.