يبدو أن الوحدة الأوروبية في دعم أوكرانيا ضد روسيا باتت مهددة، بعد ما كشفت وثائق سرية عن تحفظات ألمانيا وفرنسا على استمرار ضخ أموال طائلة من خلال "مرفق السلام الأوروبي".
ففيما تسعى برلين لاستعادة مساهمتها في هذا الصندوق البالغة 20 مليار يورو والمخصصة بشكل شبه حصري لتسليح كييف، تُطالب باريس بوقف تدفق الأسلحة من مخازن الدول الأعضاء والتركيز بدلاً من ذلك على شراء معدات عسكرية جديدة.
وسط هذه الانقسامات، تواصل المجر انتقاداتها الصريحة لدعم بروكسل المالي الهائل لأوكرانيا، محذرة من نضوب صندوق الحرب الأوروبي وفشل جهود السلام.
ذكرت صحيفة "التلجراف" البريطانية أن ألمانيا تسعى لخفض حصتها فيما يسمى بمرفق السلام الأوروبي، وهو صندوق للاتحاد الأوروبي بقيمة 20 مليار يورو يستخدمه الاتحاد بشكل حصري تقريبًا لدعم كييف في صراعها المستمر مع موسكو.
ووفقاً لوثيقة سرية حصلت عليها الصحيفة، تقول برلين إن الجبهة الأوروبية يجب أن تنظر في المساعدات العسكرية السخية التي قدمتها ألمانيا لأوكرانيا من جانب واحد.
وقالت ألمانيا: "يمكن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إما من خلال المساهمات المالية في لأوكرانيا في إطار مرفق السلام الأوروبي أو من خلال عمليات تسليم مباشرة للمعدات العسكرية إلى أوكرانيا".
وأشارت "التلجراف" إلى أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في الكتلة، تساهم بنحو الربع في صندوق الحرب للاتحاد الأوروبي. وإذا مضت البلاد قدمًا في نيتها الواضحة لسداد المساعدات التي أرسلتها إلى كييف من الصندوق، فإن مرفق السلام الأوروبي سوف يتضاءل إلى حد كبير، إلا أن برلين في الشهر الماضي، تعهدت بمضاعفة مساعداتها العسكرية لكييف العام المقبل، ووقّعت على حزمة كبيرة بقيمة 8 مليارات يورو.
وحتى الآن، قدّم صندوق الحرب التابع لمرفق السلام الأوروبي ما قيمته 4.5 مليار يورو من المعدات العسكرية إلى كييف، فضلاً عن حشد نحو 34 ألف جندي أوكراني.
تم إنشاء الصندوق قبل وقت قصير من اندلاع الأعمال العدائية بين موسكو وكييف، بهدف معلن هو تعويض أعضاء الكتلة عن إرسال الأسلحة والمعدات إلى الخارج وتمويل الجيوش الأجنبية مباشرة. ومع ذلك، فقد تم استخدام مرفق السلام الأوروبي بشكل شبه حصري لتزويد أوكرانيا بالأسلحة.
وفقًا لصحيفة "التلجراف"، فقد تعرض استخدام صناديق الحرب أيضًا لانتقادات من قِبل دولة كبرى أخرى في الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا، وفي وثيقة سرية منفصلة حصلت عليها الصحيفة، قالت باريس إن منشأة السلام الأوروبية يجب أن توقف تدفق الأسلحة من مخزونات الدول الأعضاء إلى الجيوش الأجنبية وتركز جهودها على "المشتريات المشتركة" للمعدات العسكرية من الشركات المصنعة للأسلحة الأوروبية بدلاً من ذلك.
وحتى الآن، كانت المجر وحدها هي التي انتقدت علنًا مرفق السلام الأوروبي واستخدامه لدعم كييف، ما أدى مرارًا وتكرارًا إلى عرقلة المحاولات الرامية إلى تخصيص أموال إضافية من خزانة الحرب لأوكرانيا. واستشهدت بودابست بتصرفات كييف العدائية ضد البلاد، مثل تصنيف أحد بنوكها الكبرى كـ"راعٍ حرب"، كما انتقدت موقف الاتحاد الأوروبي، بحجة أن التزام الكتلة بتسليح أوكرانيا جعلها غير قادرة على التوسط في السلام.