قال رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل عازمة على استكمال جريمتي الإبادة والتهجير بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، لافتًا إلى أنه منذ صباح اليوم الجمعة، نفذ الاحتلال عددًا كبيرًا من عمليات التدمير للمناطق السكنية واستهداف واسع للبنى التحتية.
وأوضح أن الهجمات الإسرائيلية، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 150 مواطنًا، بينهم على الأقل 56 طفلًا، لافتًا إلى أن إسرائيل تنفذ عملياتها في كامل القطاع.
السيطرة على شمال غزة
وأشار "عبده"، إلى أن إسرائيل مررت رسالة لمواطنيها أنها استطاعت السيطرة على شمال غزة، لكن على ما يبدو أنها لم تستطع السيطرة على الأرض، ورأينا بعض المشاهد التي أثبتت أنها لم تستطع السيطرة على الشمال حتى الآن.
وأوضح أن إسرائيل عازمة على استكمال مخطط التهجير، إذ وجهت السكان في مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، بترك منازلهم وإخلائها وتحديدًا المنطقة الشرقية والمدينة باتجاه مدينة رفح وهي أقرب نقطة للحدود المصرية، مضيفًا: "المعلقين الإسرائيليين يعتقدون أن مخطط التهجير بدأ يؤتي أُكله مع نزوح السكان من الشمال إلى الوسطى ومن ثم إلى الجنوب والآن تضغط في خان يونس حتى ينزحوا باتجاه مدينة رفح".
سياسة الأرض المحروقة
وتابع: "الجديد في الاستهداف أنه يقوم على سياسة الأرض المحروقة أي أن الاحتلال يقوم بقصف المناطق التي يهدد السكان فيها ويعلم جيدًا أن السكان يرفضون إخلاء منازلهم بالتالي يقوم بقصفهم بقوة نارية كبيرة بعدها مدفعية ثم الفسفور الأبيض".
وأضاف: "شهدنا في بعض مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بحي الشيخ رضوان استخدام قنابل الفسفور الأبيض الذي يحرق جثث الضحايا وقصف المدرسة التي آوت الكثير ممن رفضوا النزوح باتجاه مناطق الوسطى والجنوب الاحتلال يرى أنه يستطيع أن ينفذ ما يريد ربما تحت غطاء دولي وعدم وجود موقف دولي تجاه الجرائم التي يرتكبها".
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الضحايا إلى 21 ألفًا، ما يعني أن 2.2% من سكان قطاع غزة إما قتلوا أو جرحوا خلال أقل من شهرين.
الموقف المصري
وأكد على أن الموقف المصري صلب في موضوع التهجير، والاحتلال يبدو أنه بدأ يناقش بعض المقترحات التي تنص على إمكانية تهجير السكان عبر ممرات مائية وألا يدفع السكان عبر الحدود مع رفح والمناطق مع الحدود لئلا يحدث نوع من الغضب المصري.
وأكد على أننا بحاجة إلى تغيير الإرادة السياسية الدولية التي تعطي المساحة للاحتلال ليرتكب جرائمه، وأن الولايات المتحدة شريك في هذه الجرائم، إذ إن إسرائيل تقتل الفلسطينيين بقذائف وصواريخ أمريكية.
وأشار إلى أن الموقف الدولي حتى هذه اللحظة يعطي الغطاء للاحتلال الإسرائيلي، والناس في هذه اللحظة ما زالت تأمل أن يتوقف هذا العدوان وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الصراعات إذ تستهدف عمليات القتل المدنيين بشكل أساسي.
وأوضح أن إسرائيل لا تحقق نجاحات عسكرية، لكنها تريد أن تضغط على الفصائل الفلسطينية، عبر إيقاع أكبر قدر من الضحايا وتدمير أكبر قدر من مساحة قطاع غزة.
ولفت إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فهي تحاول أن تبدو متوازنة، من خلال إظهار بعض التعاطف مع المدنيين، وتقوم بانتقاد جرائم المستوطنين في الضفة الغربية وتظهر وكأنها لا تعلم أن من يقود الحكومة هم أولئك المستوطنين و90% من الجرائم تنفذ على يد الجيش الإسرائيلي وتوجيهاته، وبالتالي الموقف الأمريكي والأوروبي حاول أن يبقى بعض التوازن مع هذا العدد الكبير بانتقاده جرائم المستوطنين.
وتابع: "لكن عمليًا الولايات المتحدة والدول الأوروبية تمد إسرائيل بالسلاح هناك 136 شحنة أسلحة متطورة ومميتة وصلت إلى الاحتلال منذ السابع من أكتوبر من معظم الدول الأوروبية، وكأنه كان هناك رسالة أن هذا المشروع الاستعماري هو مشروع أوروبي غربي من الدرجة الأولى ولن يسمح أن يكون عرضه للتهديد".