الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الإصابة بالعمى.. سلاح الجو الأمريكي يحصن طياريه من هجمات الليزر الصيني

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أعلن سلاح الجو الأمريكي مؤخرًا أنه سيزود طواقمه الجوية بـ 42 ألف زوج من النظارات المضادة لليزر في أعقاب زيادة مقلقة في هجمات الليزر ضد الطيارين الأمريكيين وغيرهم من قبل القوات الصينية. حسبما ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية.

وتبرز الوثائق المفصح عنها مؤخرًا نحو 180 حادثة خطيرة مع الطائرات العسكرية الصينية فوق بحر الصين الجنوبي والشرقي في آخر عامين. وتنطوي هذه الحوادث على استخدام ليزر عسكري عالي المواصفات بدلاً من مؤشرات الليزر التي نعرفها جميعًا، تعرض أحيانا رؤية وحياة الأفراد الأمريكيين للخطر، بل وتعرض استقرار المنطقة أيضًا للخطر.

أمراض خطيرة

وتكمن خطورة هذه الهجمات في قدرتها على التسبب في العمى المؤقت، وهو فقدان مؤقت للرؤية يحدث عندما يغمر الضوء الشديد من الليزر الشبكية. ويمكن أن تكون هذه الهجمات خطيرة بشكل خاص خلال مراحل الطيران الحرجة مثل الإقلاع والهبوط، حيث تكون رؤية الطيار ضرورية.

بالإضافة إلى خطر التلف الدائم للعين حيث يمكن أن يؤدي التعرض لليزر عالي الشدة إلى حروق في الشبكية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للرؤية والمهنة للطيارين وبالتالي لسلامة الطائرة وركابها.

وعلاوة على ذلك، فإن الاضطراب التشغيلي الناجم عن هذه الهجمات بالليزر - بما في ذلك التشتيت والإعاقة المؤقتة والارتباك في القيادة - يمكن أن يؤدي إلى حوادث خطيرة. وبالإضافة إلى الجانب الجسدي، هناك أيضًا بعد نفسي يجب أخذه بعين الاعتبار؛ فالتعرض المتكرر لمثل هذه التهديدات يمكن أن يزيد من التوتر والقلق بين طواقم الطيران، ما قد يضعف من فاعليتهم.

أبرز حوادث الليزر

ومن بين أحد الأمثلة المعروفة نسبيًا على هذا النوع من الهجمات، ذلك الذي وقع في عام 2020 عندما استهدفت سفينة بحرية صينية طائرة استطلاع أمريكية بليزر قرب بحر الفلبين. واستنكرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحادث باعتباره "غير آمن وغير مهني"، لكنه لم يكن الأول ولن يكون الأخير من هذا النوع من الحوادث التي تسببها قوات بكين المتزايدة.

أكثر من 10 آلاف حادث

بينما يركز الحديث هنا على الصين، فإن ضرورة التجهيزات الواقية هي قضية عالمية، كما يثبت ذلك تقارير عن هجمات بالليزر على قواعد أمريكية مختلفة في جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، أفادت قاعدة "أفيانو" الجوية في إيطاليا عن 13 حادثة استهداف بالليزر في عام واحد لطائرات البحث والإنقاذ.

وعلاوة على ذلك، سجلت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية 10,300 حادثة استهداف بالليزر و28 إصابة في عام 2023 وحدة متجاوزة بذلك أرقام العام السابق.

ولا تقتصر هذه الحوادث على القوات الأمريكية وحدها. في وقت سابق من هذا العام، تقدمت الفلبين بشكوى ضد الصين لاستخدامها الليزر بالقرب من شعبة "أيونجين"، ما أدى إلى إعاقة مؤقتة لأفراد خفر السواحل الفلبيني.

كما تورطت مدمرة بحرية صينية في حادث مماثل مع طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأسترالي، وهو إشارة واضحة إلى أن القوات غير الأمريكية أيضًا عرضة للتكتيكات العدائية الصينية.

وأدت هذه الحوادث المتكررة إلى شكوى دبلوماسية رسمية من قبل الولايات المتحدة في عام 2018، مشيرة إلى حالات تعرض الطيارين الأمريكيين لإصابات في العين بسبب استخدام الأفراد الصينيين لليزر عسكري بالقرب من القاعدة الأمريكية في جيبوتي.

وتعتبر هجمات الليزر مثيرة للاهتمام بطريقة ما لأنها تمثل شكلًا كلاسيكيًا من أشكال العمل في "المنطقة الرمادية"، ما يتيح للخصم التفاعل دون إطلاق رصاصة رسميًا. وهذا يمنح القوات الصينية، على الأقل نظريًا، درجة من الإنكار.

وبما أن أشعة الليزر غالبًا ما تكون غير مرئية ولا تترك أثرًا ماديًا فإنه من الصعب تحديد مصدر هذه الهجمات بشكل قاطع ما يتيح للمعتدي تجنب المسؤولية المباشرة والعواقب الدبلوماسية المحتملة.