يتوجه وزير الخارجية الصيني، وانج يي، غدًا الأربعاء، إلى نيويورك لرئاسة اجتماع حول الحرب، في إطار مساعي بكين الأخيرة للسلام قبل انتهاء رئاستها الشهرية في مجلس الأمن. حسبما ذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
ووصفت بكين الاجتماع، بأنه "عالي المستوى" لكن لم يتضح بعد مَن سيحضره. وفي وقت سابق من هذا الشهر، كانت بكين أول عضو دائم في المجلس يستضيف وفدًا عربيًا وإسلاميًا يحاول تعبئة المجتمع الدولي للمساعدة في حل الصراع.
وبصفتها حاملة الرئاسة الدورية للمجلس، أشرفت الصين أيضًا على اعتماد قرار يدعو إلى "هدن إنسانية" في القتال. لكنها لم تتمكن من تجاوز الانقسام بين الأعضاء حول لغة مشتركة بشأن وقف إطلاق النار وإدانة حماس. واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على عدة قرارات لمجلس الأمن؛ لأن حماس لم تُندد بها ولم يتم الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وتؤيد الصين منذ فترة طويلة سيادة الفلسطينيين وتقول إن "حل الدولتين" هو الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع، الذي اندلع في 7 أكتوبر. وأثارت الصين غضب إسرائيل وداعميها بعدما رفضت إدانة عملية "طوفان الأقصى".
وقال فيكتور جاو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس مركز الصين والعولمة، الذي يقع في بكين، إنه من المتوقع أن يقدم وانج توضيحًا كاملاً لموقف الصين، مبررًا أن بكين تقف إلى جانب "العدالة".
وأكد "جاو" أن رغبة بكين في أن تلعب دورًا إيجابيًا في إنهاء الصراع تتجلى في قرار "نادر" بأن يترأس وزير خارجية البلاد اجتماع المجلس.
وأضاف: "أعتقد أن رحلة وانج ستكون لها تأثير إيجابي - سواء كان ذلك قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار أو تمديد الهدنة.. أو أن يكون لها تأثير إيجابي في تقليل عمليات القتال".
تزامنت رحلة وانج مع اتفاق بين إسرائيل وحماس على تمديد الهدنة التي توسطت فيها مصر وقطر لمدة أربعة أيام ليومين إضافيين بعد انتهاء موعدها اليوم الثلاثاء، مما يتيح إمكانية تبادل المزيد من الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وشكك جيمس دورسي، زميل أول متخصص في دراسات الشرق الأوسط في مدرسة إس. راجاراتنام للدراسات الدولية التابعة لجامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة، في قدرة بكين على إحداث أي تقدم في السلام، نظرًا لأنها "ليست اللاعب الحاسم" على الأرض.
وقال: "أيًا كان ما قد يخرج به مجلس الأمن الدولي أو لا يخرج به، لا أعتقد أنه سيحدث فرقًا كبيرًا على الأرض إلا إذا صوتت الولايات المتحدة لصالحه".
وأضاف دورسي: "مع وجود انقسامات مستمرة داخل المجلس، فإن الاجتماع الذي سيعقد غدًا الأربعاء سيكون حركة بدون حركة"، مؤكدًا أن "الصين تريد أن تظهر بأنها تحاول.. وربما يعلمون أنهم لن يكون لهم تأثير كبير".
ووافق ين جانج، متخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد غرب آسيا وإفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، على أن لا الصين ولا الأمم المتحدة لديهما تأثير كبير على الأرض.
وقال: "أعتقد أن رحلة وانج ستكون فرصة لتوضيح المزيد عن موقف الصين، ولكن ما إذا كان سيكون هناك تمديد للهدنة أو استئناف القتال لا يتم تحديده في الأمم المتحدة.. سيتم تحديده في قطر والقاهرة".