تشهد العلاقات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، التي تحظى بدعم أمريكي قوي، توترًا متزايدًا بعد أن أرسلت الشمال صاروخًا يحمل قمرًا صناعيًا اسمه "ماليجيونج -1" الأسبوع الماضي، واعتبر الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، أن الإطلاق يمثل "بداية عصر جديد من القوة الفضائية ". حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وبناء على ذلك رفعت كوريا الجنوبية من مستوى التأهب على طول الحدود المشتركة وأوقفت تنفيذ جزء من اتفاق يهدف إلى تخفيف التوترات الحدودية، وردًا على ذلك، ألغت جارتها الشمالية الاتفاق بالكامل.
وأفادت وزارة الدفاع في الجنوب بأنها رصدت جنودًا كوريين شماليين يعودون إلى مواقع الحراسة التي كانت مهجورة على طول الحدود بين البلدين منذ الجمعة الماضي.
تحركات عسكرية على الحدود
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، إن بيونج يانج تقوم بإعادة تأهيل مواقع الحراسة ونشر الأسلحة الثقيلة على طول الحدود مع سول، وذلك بعد انتهاء صلاحية اتفاقية بناء الثقة الرئيسية التي كانت تهدف إلى منع اندلاع الحرب. حسبما ذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء.
ونقلت وسائل الإعلام عن الجيش الكوري الجنوبي قوله، إنه شاهد قوات من الشمال تقوم بترميم مواقع الحراسة المموهة التي هدمها النظام كجزء من اتفاق عسكري شامل في عام 2018 يهدف إلى تقليل خطر الصدام على طول المنطقة المنزوعة السلاح المحصنة بشدة بين البلدين.
وأضاف الجيش الكوري الجنوبي أنه رأى جنودا كوريين شماليين يحفرون خنادق في مواقع على طول الحدود وأن النظام نقل أسلحة ثقيلة إلى المنطقة.
وقدمت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم الاثنين، للصحفيين صورًا قالت إنها تُظهر جنودًا كوريين شماليين يقومون ببناء موقع حراسة مؤقت وينقلون ما يشبه بندقية عديمة الارتداد – سلاح محمول مضاد للمركبات أو قطعة مدفعية خفيفة – إلى خندق جديد.
وقالت الوزارة، وفقًا لوكالة "يونهاب": "سيتابع جيشنا عن كثب التحركات الاستفزازية لكوريا الشمالية مع الحفاظ على الجاهزية الكاملة للتمكن من الرد السريع على استفزازات كوريا الشمالية.. بناءً على موقفنا الموحد المعزز مع الولايات المتحدة".
تهديدات بإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية
هددت كوريا الشمالية بإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، وهو ما ينتهك عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأنها تتضمن التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ الباليستية طويلة المدى. حسبما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، اليوم الاثنين، رفضت وزارة الخارجية إدانة الولايات المتحدة وتسعة أعضاء آخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإطلاق القمر الصناعي. وقالت، إن الإطلاق كان "وسيلة شرعية ومنصفة لممارسة حقها في الدفاع عن نفسها والرد الشامل والمراقبة الدقيقة.. للنشاط العسكري الخطير من قبل الولايات المتحدة وأتباعها".
وأكد مسؤولون كوريون جنوبيون أن القمر الصناعي دخل مداره، وقالوا إنهم بحاجة إلى المزيد من الوقت لتحديد ما إذا كان يعمل بشكل طبيعي. وهناك شكوك بأن الإطلاق تم بمساعدة تكنولوجية من روسيا، وربما مقابل ذخيرة كورية شمالية لدعم حرب الكرملين في أوكرانيا.
وقال كيم سون جيونج، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، اليوم: "ستمارس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية حقوقها السيادية بشكل مباشر ودون تردد، بما في ذلك إطلاق القمر الصناعي، وسيساهم ذلك في إقامة نظام دولي جديد عادل ومتساوٍ".