الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسيرة يملؤها الفخر.. "أسيل" حكاية صمود كسر أوجاع سجون الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
الأسيرة المفرج عنها " أسيل منير"

القاهرة الإخبارية - أحمد الضبع

بعينين يملؤها الكبرياء، وبصوت يشي بفرحة مكتومة، تحدثت أسيل منير إبراهيم، إحدى الأسيرات المحررات ضمن صفقة تبادل الأسرى خلال الهدنة الإنسانية، عن معاناتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي جراء ما يمارس ضد الأسيرات بأبشع أنواع القمع والتعذيب، ومنعهن من أي وسائل تواصل وتعرضهن لضغوطات نفسية، وقمع همجي داخل السجون.

"الفرج قريب" جملة كانت تلوكها دائمًا ألسنة الأسيرات مع "أسيل" داخل سجون الاحتلال، باعتبارها مفتاح الصبر على ما يلاقوه داخل سجون الاحتلال، بيقين داخل قلوبهن أن هذا الوضع غير الإنسانى مهما طال أو قصر مصيره إلى زوال.

من مدينة نابلس، لم تنس "أسيل" أن توجه الشكر إلى مصر وقناة "القاهرة الإخبارية" لدعم الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلات الاحتلال.

فنّدت "أسيل" الظلم والقمع الذي واجهته هي والأسيرات داخل سجن الاحتلال؛ منها سحب الراديو والتلفزيون والمواد الغذائية والفرش والملابس، ومصادرة كل شيء بطرق همجية بواسطة قوات مدججة بالسلاح تحاوط السجن، كما اتبعوا كل وسائل القهر والتنكيل من الضرب والعزل وإطلاق الغاز المسيل للدموع، واصفة حالتهن بـ"المأساوية"، فقوات السجن كانوا يتلذذون بأوجاعنا وآلامنا، لكن كل ذلك لم يهز إرادتنا فـ"صمودنا كسرهم".

"طوفان الأقصى"

وحكت "أسيل" كيف أن الأسيرات استطعن إخفاء جهاز راديو بعيدًا عن أعين إدارة سجون الاحتلال؛ كي يعرفن من خلاله أخبار المقاومة الفلسطينية وتطورات عملية "طوفان الأقصى"، حتى جاءها خبر أن شقيقها رُزِقَ بمولود أسماه "طوفان الأقصى" تيمنًا بالعملية الكبرى التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، ورغم صدمتها مما لاقته داخل السجون إلا أن هذا الخبر بثَّ بداخلها روح الأمل، مشيرة إلى أنها بعد تحريرها توجهت إلى منزل شقيقها وحملت المولود وقبّلته، معربة عن فخرها واعتزازها بإطلاق أسماء أبنائها على ثورات الشعب الفلسطيني.

الأسيرة المفرج عنها تحكي قصتها لـ"القاهرة الإخبارية"

الاعتقال ظلمًا

"أسيل" كشفت كيف اعتقلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال زيارة لأخيها الأسير قبل سنة و3 أشهر، بعد مشاجرة مع مجندة إسرائيلية حاولت تعتدي عليها، فردت عليها بالاعتداء نفسه ليحدث شجار بينهما، انتهى بالقبض عليها وإلصاق عدة تهم بها، ظلمًا وزورًا، منها أنها إرهابية تابعة لحماس وبحيازتها سلاح أبيض، ومحاولة قتل وطعن؛ ليحكم عليها بالسجن 15 عامًا.

وصدّت "أسيل" دموعها وهى تقص كيف كانوا يعاملونها داخل السجن أسوأ معاملة بحقد وكره وتعذيب نفسي في المعتقل، وكانت أكثر الاسيرات المسلط عليهن الوابل الأكبر من عذاب السجن طوال فترة الاعتقال التي وصلت إلى عام وثلاثة أشهر.

"الاحتلال لم يترك أحدًا من أقاربي إلا وقبض عليه".. فإلى جانب اعتقالها، اعتقلوا أخاها وأمها وعمها الذي ظل أسيرًا لمدة 16 سنة وراء قضبان الاحتلال، وعندما أُفرج عنه في شهر رمضان الفائت، تلقت خبر استشهاده ودخلت وقتها في إضراب، وأفرج عن والدتها بعد اعتقالها بأسبوع.

وصفت "أسيل" أوضاع الأسيرات داخل سجون الاحتلال بـ"الصعبة"، سواء قبل يوم 7 أكتوبر أو بعده، "نحن كأسيرات داخل سجون الاحتلال ليس لنا أي حُرمة أو احترام".. فلم تنج أي سجينة داخل معتقلات الاحتلال من الضرب أو التعذيب أو العنف، وكلها محاولات لترهيبنا وإخضاعنا وإثنائنا عن مسيرة النضال، إلا أننا لم نستسلم بل كان الفخر يملأ صدورنا بانتصار المقاومة على الاحتلال خارج أسوار السجن.