فرضت الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية واليابان، عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، بعد أن سرّعت بيونج يانج وتيرة اختباراتها الصاروخية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
استهدفت العقوبات الجديدة أفرادا وكيانات ذات صلة بالبرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية. وتأتي تلك العقوبات في أعقاب تجربة كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات في 18 نوفمبر، ووسط مخاوف من أنها قد تكون على وشك استئناف تجارب القنابل النووية التي تم تعليقها منذ عام 2017.
الهدف من العقوبات الجديدة
وتعد الحزمة الجديدة من العقوبات، أحدث محاولة من جانب واشنطن وحلفائها الآسيويين، للضغط على بيونج يانج، ودفعها إلى التخلي عن برامج الأسلحة والصواريخ الباليستية.
هذا ما أكده جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، أمس الخميس، حين قال إن واشنطن ملتزمة باستخدام الضغط والدبلوماسية من أجل حث كوريا الشمالية على التخلي عن ترسانتها النووية.
وجاء التحرك الأمريكي تجاه فرض العقوبات على كوريا الشمالية، في ظل تعثر مجلس الأمن الدولي، في تنفيذ العقوبات على بيونج يانج، بسبب "الفيتو" الصيني الروسي.
فقد عرقلت بكين وموسكو جهود مجلس الأمن في الآونة الأخيرة، لفرض المزيد من العقوبات في الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، إذ قالتا إنه يتعين بدلا من ذلك تخفيف العقوبات لبدء المحادثات وتفادي أي أزمة إنسانية.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي فرض عدة حزم من العقوبات على كوريا الشمالية، منذ 2006، لتقويض قدراتها على تمويل برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.
العقوبات لم تحقق هدفها
لكن تلك العقوبات لم تحقق أهدافها في ردع بيونج يانج عن المضي قدما في تطوير برامجها النووية والصاروخية. وقد أعلن رئيس كوريا الشمالية "كيم جونج أون" مؤخرا، أنه يسعى لامتلاك أقوى قوة نووية في العالم.
وكان "كيم" قد أعلن في سبتمبر الماضي، عن قانون جديد، في ظله أصبحت بلاده دولة نووية، في قرار يقول إنه لا رجعة فيه. وقالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، إن الزعيم كيم، صادق على قانون يسمح للبلاد بشن ضربة نووية ضد أهداف العدو في حال تعرضها للهجوم.
وتزامنا مع تهديدات "كيم"، أجرت كوريا الشمالية اختبارات عدة لإطلاق الصواريخ الباليستية، وأطلقت بيونج يانج، خلال العام الجاري، ما يقرب من 80 صاروخا.
واشنطن تخشى تجربة نووية جديدة لبيونج يانج
وتعكس العقوبات الأخيرة مخاوف واشنطن وحلفائها الآسيويين من إقدام كوريا الشمالية لاختبار سلاح نووي للمرة الأولى في خمس سنوات. وقد قال مسئول كوري جنوبي لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن "التجربة النووية التالية لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون هي مسألة متى سيجريها، وليس لو"، مضيفًا: "للأسف يتعين علينا التخطيط كما لو أنها مسألة محسومة".
وتريد واشنطن من وراء العقوبات الجديدة، منع بيونج يانج من الإقدام على تلك الخطوة التي سيكون لها عواقب وخيمة، حسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية" البنتاجون".
وجاءت العقوبات الجديدة بعد محاولات أمريكية للتواصل مباشرة مع كوريا الشمالية، لكن الأخيرة رفضت، وفق ما ذكرته شبكة "سى. إن. إن" الأمريكية، نقلا عن مسئول أمريكي كبير في نوفمبر.
وقال المسئول الأمريكي إن بيونج يانج لم تنصاع للمساعي الأمريكية للتواصل مباشرة معها، وبدت غير مكترثة بالدبلوماسية. وأضاف المسئول أن الإدارة الأمريكية على ثقة تامة أن الرسالة وصلت للرئيس الكوري الشمالية، بأن واشنطن تسعى للحوار والدبلوماسية.