الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تهديد زعيم كوريا الشمالية باستخدام "النووي".. جسّ للنبض ورسالة لواشنطن

  • مشاركة :
post-title
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مع ابنته أثناء اختبار صاروخ عابر للقارات - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اعتاد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون، خلال الأسابيع القليلة الماضية، التلويح بالسلاح النووى فى وجه من يصفهم بـ"الأعداء". 

وفي أحدث رسالة تهديد، قال "كيم"، إنه يسعى لامتلاك أقوى قوة نووية فى العالم، مضيفًا أن بلاده تسعى للقوة المطلقة، والتي وصفها بأنها "لم يسبق لها مثيل".

وتعهد "كيم"، خلال ترقيته عشرات من ضباط الجيش الذين شاركوا في عملية إطلاق أكبر صاروخ باليستي "هواسونج-17"، الجديد العابر للقارات في 18 نوفمبر، بالتصدي للتهديدات الأمريكية، بأسلحة نووية، مشددًا على أن هدف بلاده امتلاك القوة الأقوى استراتيجيًا في العالم.

وأشار إلى أن هدف بلاده من امتلاك وبناء القوة النووية، هو "حماية كرامة وسيادة كوريا وشعبها"

وقال "كيم"، إن الصاروخ هواسونج-17، هو أقوى سلاح استراتيجي في العالم، لافتًا إلى أنه يظهِر تصميم كوريا الشمالية وقدرتها على بناء أقوى جيش في العالم، وأن العلماء في بلاده حققوا طفرة وصفها بـ"الرائعة" في تطوير تكنولوجيا تركيب الرؤوس الحربية النووية على الصواريخ الباليستية.

وطالب الرئيس الكوري الشمالى علماء بلاده بالاستمرار في توسيع وتقوية قوة الردع النووي عبر مسار سريع غير عادي، مضيفا أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أثبتت أن كوريا الشمالية يمكنها مواجهة سيطرة الولايات المتحدة. وأنها" قوة نووية كاملة".

وفي 18 نوفمبر الحالي، قال الرئيس الكوري الشمالى: "إذا استمر تهديد الأعداء فإننا سنرد بالأسلحة النووية وبالمواجهة". وكان كيم أعلن فى سبتمبر الماضي، عن قانون جديد، في ظله أصبحت بلاده دولة نووية، في قرار يقول إنه لا رجعة فيه. 

وقالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، إن "كيم" صادق على قانون يسمح للبلاد بشن ضربة نووية ضد أهداف العدو في حال تعرضها للهجوم.

وتزامنا مع تهديدات "كيم"، أجرت كوريا الشمالية اختبارات عدة لإطلاق الصواريخ الباليستية، وأطلقت بيونج يانج، خلال العام الجارى، ما يقرب من 80 صاروخًا في عداء متزايد للتدريبات العسكرية المشتركة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، ولإظهار قوتها أمام الصين وروسيا.

ومسئول كوري جنوبي لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، بقوله إن "التجربة النووية التالية لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون هي مسألة متى سيجريها. وليس لو"، مضيفا: "للأسف يتعين علينا التخطيط كما لو أنها مسألة محسومة".

ويعزو المحللون الدوافع وراء التهديدات النووية المتكررة من قبل الرئيس الكوري الشمالى، وتسريع وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية، إلى أن "بيونج يانج" تعمل على تهيئة الأرض لاختبار سلاح نووى للمرة الأولى فى خمس سنوات.

وقال مسئول كوري جنوبي لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن "التجربة النووية التالية لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون هي مسألة متى سيجريها، وليس لو"، مضيفًا: "للأسف يتعين علينا التخطيط كما لو أنها مسألة محسومة".

بينما قالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للحد من التسلح والأمن الدولي بوني جينكينز، خلال حوار على هامش منتدى "هاليفاكس" للأمن الدولي هذا الأسبوع: "سمعنا جميعا عن احتمال إجراء تجربة نووية أخرى.. هذا في حد ذاته يثير قلق الجميع".

ويعد إجراء تجربة نووية جديدة مصدر قلق لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى رأسهم كوريا الجنوبية واليابان، كما يفرض ضغوطًا جديدة على الإدارة الأمريكية لتعديل سياستها المتعلقة بكوريا الشمالية، والتي تراجعت مقابل أزمة عالمية كبرى بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية.

يقول الخبير فى شئون كوريا الشمالية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فيكتور تشا، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لديها عدد قليل من الأدوات في جعبتها لدفع كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات.

وصمدت كوريا الشمالية بالفعل فى وجه العقوبات الدولية، ما يعني أن إضافة المزيد لن تحقق الكثير لردعها، كما أن العلاقات المتأزمة بين الولايات المتحدة والصين تترك للرئيس الأمريكي مساحة ضيقة للعمل مع بكين، لمحاولة تهدئة التوترات بشبه الجزيرة الكورية. 

وقال تشا: "العديد من الأدوات التي كانت موجودة لدينا في الماضي، إما لم تعد متاحة وإما أصبحت غير ملائمة".

ووفق كيم جونج-داي، المستشار السابق لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فإن العالم يجب أن يقلق من المسار الذي تتخذه كوريا الشمالية، لافتًا إلى أن لديها قدر كبير من الجرأة والعدوانية غير مسبوق، مشيرًا إلى أن الوضع هذه المرة مختلف، حيث تتصرف كوريا الشمالية باعتبارها دولة نووية.