خرج فلسطينيون كثيرون من الملاجئ المؤقتة، اليوم الجمعة، مع دخول اتفاق الهدنة بين الفصائل وإسرائيل حيز التنفيذ الذي يستمر 4 أيام، وسط شعور بالسعادة يعكر صفوه إحساسٌ بالقلق، ليبدأوا رحلة عودة طويلة إلى بيوتهم في شمال القطاع.
وفي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، حيث تقيم آلاف الأسر النازحة من شمال غزة الذي تعرض لقصف شديد، اكتظت الشوارع بأشخاص يحملون متاعهم.
وتوجه المئات نحو الشمال، على الرغم من إلقاء إسرائيل منشورات تحذرهم من العودة إلى منطقة وصفتها بأنها ما زالت منطقة حرب خطيرة، حسب "رويترز".
وحمل رجال ونساء وأطفال متاعهم في حقائب بلاستيكية وأكياس تسوق وحقائب ظهر، وجلست إحدى الأسر فوق عربة يجرها حمار، تكدست بالمتاع.
وتطلع بعض الناس إلى السماء وكأنهم يتأكدون من أنهم في مأمن من هجمات الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وعبر أحمد وائل، وهو يمشي بخطوات واسعة حاملًا حشية كبيرة على رأسه، عن سعادته وارتياحه قائلًا إنه سيعود إلى منزله ويشعر ببعض الطمأنينة، بعد إعلان وقف رسمي لإطلاق النار لمدة أربعة أيام.
وأضاف أنه يفضل العودة على العيش في الخيام، لأنه سئم المكوث دون ما يكفي من الطعام أو الماء، وإنه في المنزل سيكون بوسعه شرب الشاي وصنع الخبز.
وحتى خان يونس، المدينة الرئيسية في الجنوب، لم تعد آمنة، إذ تحول عدد كبير من مبانيها إلى أنقاض، بعد أن دمرتها الضربات الإسرائيلية في حملتها ردًا على هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر .
وعبرت سعاد أبو نصيرات، من سكان خان يونس، عن سعادتها بإمكانية العودة إلى المنزل بعد مرور هذه الفترة لرؤية الأهل والمعارف، لكنها قالت أيضا إنها مازالت مترددة وخائفة.
وأضافت أن هدنة أربعة أيام ليست كافية، وأنها قلقة على الذين ما زالوا هناك، ودعت أن يربط الله على قلوبهم بالصبر.
البعض يفضلون البقاء
فيما قالت آلاء المبشر، التي كانت تجلس خارج مركز طبي في خان يونس مع أطفالها، إن الحي الذي تعيش فيه في مدينة غزة أصبح أطلالًا.
وعبرت عن الأسى الذي يعتصر قلبها وهي ترى الناس يأتون ويذهبون، وقالت إن "كل ما تريده هو أن تعود ولو لساعة واحدة فقط لترى منزلها وحيها ومدينة غزة وما حدث لها".
وقالت إن أسرتها لم تحمل من المتاع إلا بعض الملابس الصيفية لكنهم يقيمون الآن في مدارس في ظروف جوية صعبة، ويعانون من برودة الجو والطقس العاصف والممطر بدون حتى ملابس تقيهم البرد.
وأضافت أن الإقامة في الملاجئ أنهكتهم نفسيًا لأنهم يقفون في طوابير أمام الحمام وأمام المخبز، واصفة الحياة على هذا النحو بأنها لا تطاق.
ويقول بعض الفلسطينيين في خان يونس إنهم سينتظرون حتى نهاية الحرب قبل العودة إلى ديارهم.
وقال أحمد قبلان (80 عامًا) إنه يخشى العودة لأن الهجمات قد تعود ثانية وقد يلقى حتفه هناك.. وأكد أنه لن يعود إلى منزله إلى الشرق من خان يونس إلا بعد انتهاء الحرب.
ومضى يقول إنه لا يثق في وعود إسرائيل، ولا يصدق أنها ستفي بوعودها ولو لساعة واحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى، ومن بين هؤلاء معظم سكان مدينة غزة وبقية النصف الشمالي من القطاع، الذي تحول إلى منطقة خراب بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وعبرت وكالات الأمم المتحدة عن أملها في أن تسمح الهدنة بتدفق المساعدات إلى شمال غزة، للمرة الأولى منذ أسابيع.