أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على مدار 49 يومًا متواصلة، إلى تحويل معظم المناطق الشمالية في قطاع غزة إلى "منطقة غير صالحة للسكن"، وفقًا لتقرير لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وبحسب تحليل لبيانات القمر الاصطناعي "كوبرنيكوس سنتينل-1"، أجراه كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريجون، فإن "نصف المباني في جميع أنحاء شمالي القطاع دُمرت أو تعرضت لأضرار".
وحتى الأسبوع الماضي، فإن ما يقرب من 40 ألف مبنى تضررت في شمال القطاع، وفقًا للتحليل ذاته.
ومع تقدير الأمم المتحدة أن 1.7 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بعد نزوحهم من شمالي القطاع نحو الجنوب، يتساءل كثيرون عما إذا كانت غزة ستتعافى يومًا ما بعد الحرب.
وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في مدينة غزة: "لقد تحول شمالي غزة إلى مدينة أشباح كبيرة"، مضيفًا: "ليس لدى الناس ما يعودون إليه".
تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بتدمير واسع النطاق خاصة في المناطق الشمالية، وفق ما تظهره بيانات اعتمدت على القمر الصناعي Sentinel-1 التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
وقالت إميلي تريب، مديرة منظمة "أير وورز"، وهي منظمة تراقب الصراعات ومقرها لندن، إن القصف الإسرائيلي "أصبح أحد أكثر الحملات الجوية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية".
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن "المنازل والمدارس والمستشفيات تعرضت للقصف". وتسببت الحرب في توقف 27 من بين 35 مستشفى في أنحاء غزة عن العمل، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأصبح 45 بالمئة من إجمالي المنازل في جميع أنحاء القطاع مدمرا للغاية بحيث لا يمكن العيش فيها، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وبحسب "بوليتيكو"، فإن تدمير البنية التحتية الحيوية "له عواقب لسنوات مقبلة" على سكان القطاع الساحلي الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.
وقال مستشار السياسات الإنسانية في منظمة "أوكسفام" أمريكا، سكوت بول: "لقد تم تدمير المخابز ومطاحن الحبوب، كما تم تدمير مرافق الزراعة والمياه والصرف الصحي".
وأضاف: "هناك حاجة إلى أكثر من 4 جدران وسقف ليكون المكان صالحا للسكن، وفي كثير من الحالات لا يمتلك الناس ذلك".
من جانبه، قال رافائيل كوهين، من مؤسسة "راند" البحثية: "سينتهي الأمر إلى وجود نازحين يعيشون في الخيام لفترة طويلة".