بدأت المساعدات الإنسانية تتدفق نحو قطاع غزة عبر معبر رفح، اليوم الجمعة، بعد بدء سريان "الهدنة الإنسانية" بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في شهادة جديدة على نجاح الجهود المصرية في كسر الحصار المفروض على غزة.
ونجحت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، في التوصل لاتفاق "هدنة إنسانية" في غزة، ينص على وقف إطلاق النار في القطاع لمدة أربعة أيام، وإطلاق 50 إسرائيليًا محتجزًا لدى الفصائل مقابل وقف القتال لمدة 4 أيام، والإفراج عن 150 امرأة وطفلًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وينص الاتفاق أيضا على توقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة، على أن يتوقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10 صباحًا وحتى 4 مساء في مدينة غزة والشمال.
ودخلت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، حيز التنفيذ، بعد عدوان إسرائيلي تواصل منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي على القطاع، أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف مدني، بينهم 6150 طفلًا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
وبدأ إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كافة مناطق قطاع غزة، عبر معبر رفح.
ودخلت الشاحنات من مصر، عبر معبر رفح، نحو القطاع الفلسطيني المحاصر، الذي يعيش "كارثة إنسانية" بسبب الحرب المستعرة منذ ما يقرب من 50 يومًا.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في بيان في وقت مبكر، اليوم الجمعة، إن 200 شاحنة مساعدات ستدخل غزة يوميًا.
وأضاف رشوان، أنه سيبدأ تدفق المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة، فور بدء سريان اتفاق الهدنة، حيث سيتم يوميًا إدخال 200 شاحنة، محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمياه، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل نحو 50 يومًا.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، عملت مصر جاهدة على كسر الحصار المفروض من قبل الاحتلال على القطاع، وخصصت مطار العريش بشمال سيناء، لاستقبال المساعدات، ونقلها إلى معبر رفح، ومنه إلى القطاع.
واشترطت السلطات المصرية، تسهيل وصول وعبور المساعدات للقطاع، للسماح للرعايا الأجانب المقيمين في غزة بالمرور من معبر رفح البري.
ونجحت الجهود المصرية، منذ بداية الأزمة، في إدخال المساعدات والوقود إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح، رغم التعنت الإسرائيلي.
وأمس الخميس، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن معبر رفح لم يغلق أبدًا كما أنه لن يغلق مستقبلًا في وجه المساعدات التي تدخل للقطاع.
وقال الرئيس السيسي، في كلمة ألقاها في مؤتمر بعنوان "تحيا مصر وفلسطين"، إن معبر رفح من الجانب المصري يفتح أبوابه بشكل مستمر، وأنه قبل 7 أكتوبر الماضي كانت القاهرة تُدخل ما يقرب من 500 شاحنة يوميًا لاحتياجات القطاع.
وطالب الرئيس المصري خلال كلمته بإدخال أكبر قدر من المساعدات إلى غزة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع، إذ إننا نتحدث عن احتياجات 2.3 مليون إنسان تحت الحصار، وأنهم بحاجة لكل شيء، إذ إنه لا يوجد مياه ولا وقود ولا كهرباء ولا أغذية ولا مواد طبية.
وذكر "السيسي" أنه خلال الأيام المقبلة ستستمر مصر في دعمها ومساندتها لأهالي غزة، وأنه على يقين من أن الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته وكل قدراته وكل منظمات المجتمع المدني ستساعد أشقاءها في غزة، ومصر تقدم جهدًا استثنائيًا لدعم الأشقاء الفلسطينيين وكانت على قدر المسؤولية.