سلطت صحيفة فايننشيال تايمز الضوء على شعور كييف بالتوتر، بسبب فقدها للدعم الغربي، بعد فشل الهجوم المضاد هذا الصيف ضد القوات الروسية، وتحتاج بشكل عاجل إلى مضاعفة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إرسال الأموال والأسلحة والإمدادات.
وقالت افتتاحية الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قد يشعر في الوقت الحالي أن الاحتمالات تحولت لصالحه في مراهنته على أنه قادر على الصمود أكثر من الغرب".
واعترفت الصحيفة بأن الهجوم المضاد الذي كانت أوكرانيا تأمل في أن يبدأ في طرد القوات الروسية، وإقناع حلفائها بأنهم يدعمون فائزًا، لم يسفر عن الاختراق المأمول».
ووفقًا لصحيفة فايننشيال تايمز، تواجه أوكرانيا سلسلة من المشكلات، إذ يبدو أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع تمرير تمويل أوكرانيا على وجه السرعة بذخيرة مدفعية، إما قادمة من المخزونات الموجودة أو يتم شراؤها بشكل مشترك، أما في الولايات المتحدة، يواجه البيت الأبيض صعوبة في إقناع الكونجرس بتمرير مشروع قانون آخر للمساعدات، ومن ناحية أخرى، تحول انتباه الغرب وموارده بفِعل الصراع بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.
ومع ذلك، أكدت الصحيفة البريطانية على أن "الدعم لأوكرانيا لا يزال قويًا" في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنه وصف العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض بأنها احتمال "مثير للقلق" لهذه السياسة.
محاولات إقناع الغرب بدعم أوكرانيا
بحجة أنه "في زمن الحرب، يمكن أن تكون التصورات بنفس أهمية الواقع"، اقترح محررو الفايننشال تايمز سلسلة من الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الغرب لإقناع أوكرانيا بالتزامه على المدى الطويل، بدءًا من إرسال المزيد من الأموال والأسلحة لكييف إلى الوعد بعضوية الاتحاد الأوروبي.
وتشدد الصحيفة على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن "يجد طريقة بسرعة" لتنفيذ تمويل "مرفق السلام" البالغ 50 مليار إسترليني، و"خطط المسار السريع" لإرسال أرباح أوكرانيا من الفوائد المكتسبة من الأصول الروسية المجمدة، ودعوة أوكرانيا لبدء محادثات العضوية.
عقوبات وتسليح
كما طالبت فايننشيال تايمز بفرض المزيد من العقوبات الأفضل على روسيا وزيادة الإنتاج العسكري في أوروبا، وذلك لتلبية "قائمة التسوق المفيدة لأدوات التكنولوجيا الفائقة" التي يحتاجها الجيش الأوكراني والتي وضعها الجنرال فاليري زالوجني.
ولفتت إلى أن هناك حاجة إلى نهج أكثر انفتاح لتوريد الأسلحة، بدلًا من مجرد التبرع بالفائض والأسلحة القديمة "على الجبهة العسكرية، يحتاج الحلفاء إلى تسريع إمداد الطائرات المقاتلة وتدريب الطيارين الأوكرانيين لتوفير غطاء جوي حيوي للقوات البرية".
نفاد مخزونات أوكرانيا والغرب
منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، استنفدت أوكرانيا معظم دباباتها ومركباتها المدرعة، واعتمدت على تبرعات المعدات السوفييتية المتوقفة من أعضاء الناتو، وفي نهاية المطاف معدات الناتو مثل دبابات ليوبارد ومركبات برادلي.
وأيضًا استنفدت الذخيرة المخزونة لدى الولايات المتحدة وحلفائها إلى حد كبير، وتكافح من أجل زيادة الإنتاج الجديد، لكنها لم تصل إلى مستوى التسليمات التي وعدت بها.
وحتى لو تمكن الغرب بطريقة أو بأخرى من تزويد كييف بكل الأسلحة التي يريدها، حسبما صرح مسؤولون أوكرانيون لمجلة تايم في وقت سابق من هذا الشهر، فإن أوكرانيا ستفتقر إلى القوة البشرية اللازمة لتشغيلها، إذ وفقا للتقديرات الروسية، فقدت كييف أكثر من 100 ألف جندي منذ بدء هجومها المضاد في أوائل يونيو.