الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تتجاوز خطوط بوتين الحمراء.. واشنطن تزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى

  • مشاركة :
post-title
صواريخ أتاكمس

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

الدفعة الجديدة من نظام الصواريخ المدفعية "هيمارس"، التي من المقرر أن ترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، قد تشمل تعديلًا يتجاوز "الخط الأحمر" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الإثنين الماضي، عزمها إرسال نظام "هيمارس" جديد إلى أوكرانيا، كجزء من حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار، تشمل أيضًا صواريخ مُضادة للطائرات وقذائف مدفعية ومعدات للطقس البارد.

وقالت "البنتاجون" في بيان: "ستساعد المساعدات في تزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها الآن، وردع العدوان الروسي في المستقبل"، واصفًا هذه الخطوة بأنها "استثمار ذكي".

ويتوقع تقرير لموقع الجيش الأوكراني "ميليتارني" أن يتم إرسال نظام "هيمارس" واحد فقط، سيتضمن "تعديلًا فريدًا" يسمح له بإطلاق صواريخ بعيدة المدى.

وسبق أن حذرت روسيا مرارًا وتكرارًا الولايات المتحدة وحلفاءها من إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا.

ولفتت "نيوزويك" إلى تحذير سابق ماريا زاخاروفا، للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، من أنه "إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، فإنها ستتجاوز الخط الأحمر وتصبح طرفًا مُباشرًا في الصراع".

وحسب تقرير ميليتارني، فإن الأسلحة الأمريكية الصنع التي يمكن إطلاقها باستخدام "هيمارس" المعدلة للاستخدام بعيد المدى، من المحتمل أن تشمل قنابل ذات قطر صغير تُطلق من الأرض، وصواريخ طويلة المدى مخصصة لأنظمة الصواريخ التكتيكية "أتاكمس".

و"أتاكمس" هو صاروخ موجه بعيد المدى يمنح قادة العمليات "قوة نيران فورية للفوز بالمعارك البعيدة"، وتحمل الصواريخ التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، رأسًا حربية تزن 227 كجم.

ويجري تجهيز تلك الصواريخ بنظام تحديد المواقع العالمي GPS، ويبلغ مداها الأقصى 300 كيلومتر، برغم من أن الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا لها مدى أقصر، وتحمل ذخائر عنقودية. وعند إطلاقها تنفتح العناقيد في الهواء، وتطلق مئات القنابل الصغيرة بدلًا من رأس حربية واحدة.

وأرسلت الولايات المتحدة بالفعل إلى أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى هذا العام، في حين تجاوز حلفاء كييف أيضًا الخط الأحمر المفترض، وعلى الرغم من ذلك، لم تنفذ روسيا تهديداتها بعد، حسب "نيوزيويك".

وبعد أن أعلنت الحكومة البريطانية أنها سترسل إلى أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى، مايو الماضي، قال الكرملين إنه ينظر إلى هذا التطور بشكل سلبي للغاية، وهدد برد مناسب من الجيش الروسي.

وأعلنت واشنطن، أكتوبر الماضي، أنها سلمت منظومة الصواريخ التكتيكية العسكرية "أتاكمس"، التي يصل مداها 165 كيلومترًا، إلى القوات الأوكرانية في سرية تامة حتى تتمكن من قصف القواعد الخلفية الروسية.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ذلك الحين، استخدام هذه الأسلحة للمرة الأولى بنجاح، وأعلنت قواته الخاصة مسؤوليتها عن ضربات طالت مطارات في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

ووافقت الولايات المتحدة، سبتمبر الماضي، على تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ " أتاكمس"، واعترف الرئيس الروسي بأن الأنظمة تشكل تهديدًا إضافيًا لروسيا، في حين أصر على أن قوات موسكو ستكون قادرة على صد الهجمات ذات الصلة. كما حذر من أن الولايات المتحدة ارتكبت "خطأ" وأطالت معاناة أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن صواريخ "أتاكمس" يبلغ مداها الأقصى أكثر من 180 ميلًا، إلا أن البديل من النظام الذي أرسلته الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، مجهز بذخائر عنقودية يقتصر مداها على 100 ميل.

وأوضحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، آنذاك، أن المخاوف الأمريكية المستمرة بشأن تصاعد التوترات مع روسيا هي السبب في أن نسخة "أتاكمس" التي ذهبت إلى أوكرانيا لها مدى أقصر من المسافة القصوى، التي يمكن أن تصل إليها صواريخ تلك المنظومة، كما يشير العدد القليل من الصواريخ المرسلة إلى إحجام الولايات المتحدة عن إرسال الأسلحة القوية.

وأكدت "إندبندنت" أن إرسال نسخة الذخائر العنقودية من أنظمة "أتاكمس" سيكشف للمرة الثانية الاتجاه الذي تحركت فيه الإدارة الأمريكية لإرسال هذا النوع من الأسلحة.