تعمل بكين على تضييق واحدة من أكبر الفجوات التي تفصل بين الجيشين الأمريكي والصيني، مع إحرازها تقدم في تكنولوجيا الغواصات وقدرات الكشف تحت سطح البحر، وما يترتب على ذلك من عواقب كبيرة على التخطيط العسكري الأمريكي لصراع محتمل بشأن تايوان، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الصين أطلقت في وقت مبكر من هذا العام غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية، مزودة بنظام دفع "نفاثة بدلًا من المروحة". وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُشاهد فيها تقنية تقليل الضوضاء المستخدمة في أحدث الغواصات الأمريكية على غواصة صينية.
وقبل بضعة أشهر، أظهرت صور الأقمار الصناعية لقاعدة التصنيع الصينية للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في مدينة هولوداو شمال شرق البلاد، أقسام الهيكل الموضوعة في المجمع والتي كانت أكبر من هيكل أي غواصة صينية موجودة. وتم الانتهاء من قاعة البناء الحديثة الثانية في المصنع في عام 2021، مما يشير إلى خطط لتعزيز الإنتاج.
سور الصين العظيم تحت الماء
في عام 2017، وافقت الحكومة الصينية على خطط لبناء شبكات استشعار على مدى خمس سنوات في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، حيث تقع تايوان، بهدف مراقبة أي حركات تهدد بكين.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن شبكات الاستشعار تحت الماء في الصين تحاكي نظام المراقبة الصوتية الذي طورته الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة؛ لرصد الغواصات النووية السوفييتية من خلال شبكة من السماعات المائية المثبتة في قاع البحر.
وقبل بضع سنوات، وضعت الصين أيضًا أجهزة تنصت في قاع البحر بالقرب من جزيرة جوام، موطن قاعدة غواصات أمريكية كبرى.
وقال بريان كلارك، ضابط البحرية الأمريكية السابق، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية جديدة لإرباك أو قمع أجهزة الاستشعار الصينية تحت سطح البحر، من خلال نشر غواصات غير مأهولة يمكنها التشويش على أنظمة المراقبة، أو العمل كشراك خداعية أو تدمير أجهزة الاستشعار.
قدرات خاصة
وجاءت الإشارة إلى المخاطر المتزايدة في مواجهة أسطول الغواصات الصيني في شهر مارس، عندما قال الجنرال أنتوني كوتون، رئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية، خلال جلسة استماع في الكونجرس، إن الصين نشرت صواريخ جديدة على غواصاتها ذات الصواريخ الباليستية التي يمكنها ضرب أهداف في أعماقها.
وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أحد الكتب الذي نشره ضابط بالجيش الصيني عام 2020، الذي ذكر أن الغواصات الهجومية الصينية الجديدة سيتم تركيب محركاتها على أطواف ممتصة للصدمات لتحسين الاهتزازات المثبطة.
وأظهرت أوراق بحثية أكاديمية، أن الصين تعمل على تطوير تقنيات أخرى لتهدئة الغواصات، مثل مواد جديدة لهيكل الغواصات ومفاعلات نووية أكثر كفاءة للدفع.
أين تقع الغواصات النووية الصينية؟
تقع القاعدة الرئيسية للصين للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في جزيرة هاينان الجنوبية، ومن أجل استيعاب المزيد من الغواصات، أضافت الصين رصيفين جديدين في القاعدة هذا العام، بالإضافة إلى أربعة أرصفة موجودة؛ لذا يُمكن أن ترسو غواصتان عند كل رصيف.
وتقع هاينان على الطرف الشمالي لبحر الصين الجنوبي، وهي منطقة بحرية بنت فيها الصين قواعد عسكرية على جزر صناعية، ولديها بعض أنظمة المراقبة الأكثر شمولًا، فوق سطح البحر وتحته.
وقال سادلر، ضابط الغواصات الأمريكي السابق، إن تطوير الصين لغواصات أكثر تقدمًا يزيد من احتمال حدوث مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة هذا العقد.