الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الغواصات النووية واتفاق "أوكوس".. جبهة صراع جديدة بين الغرب والصين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، خلال مؤتمر الإعلان عن اتفاقية "أوكوس"- وكالات

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

قال وانج وين بين، المُتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، إن أستراليا، والولايات المتحدة، وبريطانيا تجاهلت مخاوف المجتمع الدولي، ومضت أكثر في "طريق خطير"، بعد الإعلان الأمريكي أمس، عن عزم أستراليا شراء 3 غواصات تعمل بالدفع النووي، مُشيرًا إلى أن بكين وواشنطن تحافظان على "المستوى الضروري" من التواصل.

وجدد المُتحدث رفض بكين للاتفاق، قائلًا إن نشر غواصات تعمل بـ"الدفع النووي" أو غيرها من التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، سيؤثر على الاستقرار والأمن العالمي.

واعتبر المُتحدث أن الاتفاق يقوض معاهدة "عدم انتشار الأسلحة النووية"، قائلًا إنه يجب دفع مناقشات دولية شفافة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمعالجة مخاطر الانتشار التي يفرضها اتفاق الغواصات النووية.

وأكد "وين بين" أن بلاده تدعو الدول الموقعة على اتفاق الغواصات النووية "إلى الالتزام بواجباتها الدولية والابتعاد عن أي عمل يقوض السلام والأمن الدوليين".

من جانبها، طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ الضمانات فيما يتعلق بخطة تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، مُضيفةً أن الدول الثلاث مُلتزمة بعدم الانتشار النووي العالمي.

وأضافت الوكالة في بيان "أكد أطراف (تحالف) أوكوس (العسكري ثلاثي الأطراف) مجددًا خلال اتصالاتهم التزامهم المعلن سابقًا بأن الحفاظ على سلامة نظام عدم الانتشار النووي وضمانات الوكالة يظل هدفًا أساسيًا فيما يتعلق بأوكوس".

مواجهة طموحات بكين

من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وأنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي، وريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، تفاصيل خطة لتزويد كانبيرا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية في خطوة رئيسية لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وقال "بايدن" إن أستراليا ستشتري 3 غواصات من طراز "فيرجينيا" مع احتمال شراء 2 إضافيتين، وأضاف أن الاتفاق يُعزز التعاون العسكري بين الدول الثلاث في مجال الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، مُشددًا على أنه "لا يتضمن في طياته أي تسليح نووي".

وأضاف "بايدن"، اليوم الثلاثاء، أنه من المتوقع تسليم أول غواصة أسترالية من فئة (SSN-AUKUS)، وهو الاسم الذي أطلق على الفئة الجديدة من الغواصات، في عام 2042 وسيجري بناء واحدة كل ثلاث سنوات حتى يصل عدد الأسطول إلى ثمانية.

اتهامات روسية

بدورها، اتهمت روسيا كلًا من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا بتدبير "مواجهة تستمر لسنوات" في آسيا عبر إطلاقها تحالف أوكوس، وفق "فرانس برس".

وقال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي اليوم الثلاثاء، إن "العالم الأنجلوساكسوني يبني تكتلات مثل أوكوس ويطور البنى التحتية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في آسيا، ويراهن بجدية على مواجهة تستمر لسنوات طويلة".

كما أصدر الكرملين بيانًا ندد فيه بالاتفاقية بين الدول الثلاث، وما يمكن أن تسببه هذه الاتفاقية في زعزعة الاستقرار بالمنطقة.

وقال ديمترى بيسكوف، المُتحدث باسم الكرملين خلال مؤتمر صحفي: "ثمة أسئلة كثيرة هنا متعلقة بمسألة منع الانتشار النووي، نحتاج إلى شفافية خاصة ونحتاج إلى إجابة الأسئلة التي ستُطرح".

ولم يستطرد "بيسكوف" حول طبيعة مخاوف روسيا، على الرغم من أن الصين احتجت في وقت سابق، قائلة إن إمداد أستراليا بالغواصات يرقى إلى نشر سلاح نووي، وهي غواصات مسلحة بأسلحة عادية لكنها تعمل باليورانيوم عالي التخصيب.

صفقة الـ245 مليار دولار

من جانبه، أعلن أنتوني ألبانيزي، رئيس الوزراء الأسترالي، أن برنامج أستراليا للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا سيتكلف ما يصل إلى 245 مليار دولار، على مدى الثلاثين عامًا المقبلة، ليصبح بذلك أكبر برنامج دفاعي في تاريخ أستراليا.

وتشمل القيمة التقديرية لبرنامج الغواصات النووية الأسترالية تكلفة بناء الغواصات وما يرتبط بها من بنية تحتية وتدريب.

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي شراء بلاده غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي وانخراطها في مشروع لبناء جيل جديد من الغواصات، بأنه "أكبر استثمار" عسكري في تاريخ أستراليا.

وأضاف "ألبانيزي" أن البرنامج سيبدأ باستثمار قيمته 4 مليارات دولار، على مدى 4 سنوات لتوسعة قاعدة غواصات رئيسية وأحواض بناء الغواصات في البلاد، إلى جانب تدريب العمالة الماهرة.

من جانبه تعهد الرئيس الأمريكي، بالعمل على تطوير الأسطول الدفاعي لأستراليا، وتدريب قواتها البحرية لإدارة الغواصات التي سوف تقتنيها في إطار صفقة مع واشنطن ولندن.

وخلال لقاء مع رئيسي وزراء بريطانيا وأستراليا، شدد "بايدن" على ضرورة حفظ الأمن والاستقرار في المحيطين الهادئ والهندي.

وقال "نحن بصدد اتخاذ خطوة حاسمة بشأن الشراكة بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهو ثلاثي يمكن أن نطلق عليه اسم (أوكوس)".

توتر شي وبايدن

وعلى الصعيد نفسه، قال الرئيس بايدن إنه يتوقع التحدث مع الرئيس الصيني، شي جين بينج قريبًا، لكنه رفض تحديد موعد لذلك.

وكان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أعلن أن "بايدن" يعتزم إجراء مكالمة مع نظيره الصيني، شي جين بينج، على خلفية اختتام المؤتمر البرلماني السنوي الصيني، والذي حصل خلاله الرئيس الصيني على ولاية ثالثة غير مسبوقة، وفق ما نقلته شبكة "بلومبرج".

وأضاف سوليفان: "قلنا إنه عندما يقترب المؤتمر البرلماني الوطني من نهايته، كما هو الحال الآن، تعود القيادة الصينية إلى بكين، وبعد ذلك يشغل كل هؤلاء المسؤولين الجدد مقاعدهم الجديدة، لأنه بالطبع لديك الآن مجموعة جديدة من الشخصيات في مناصب قيادية كبيرة، نتوقع أن يجري الرئيس "بايدن" والرئيس "شي" محادثة هاتفية".

غير أن مستشار الأمن القومي الأمريكي لم يُشر إلى ما إذا كان الرئيس الصيني قبل بإجراء المكالمة، قائلًا إنه "لا يمكن إعطاء تاريخ أو توقيت للمكالمة".

في المقابل، قال المُتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في هذا الصدد، إن الصين تحافظ على "التواصل اللازم" مع الولايات المتحدة، مُشددًا على أن هذا التواصل يجب أن يعزز التفاهمات ويسهم في إدارة الخلافات.

وقال المُتحدث باسم الخارجية الصينية: "نعتقد أن قيمة وأهمية الاتصال تكمن في تعزيز التفاهم وإدارة الخلافات وليس التواصل من أجل التواصل فقط".