الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في عيد ميلاده الـ81.. هل يحرم السن بايدن من الولاية الثانية بالبيت الأبيض؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أتم الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الإثنين، عامه الـ81، وهو يدرك جيدًا أن عمره يشكل العائق الأساسي أمامه قبل عام من الانتخابات الرئاسية، رغم أنه كثيرًا ما يمزح بشأن هذا الموضوع، ويؤكد أن عمره يمنحه الحكمة اللازمة.

وفي خطاب ألقاه قبل فترة قصيرة أمام عمال في شركات صناعة سيارات، سخر الرئيس الأمريكي من المخاوف المتعلقة بقدراته البدنية والذهنية.

وعندما سقط أحدهم مُحدثًا ضجة بينما كان يلقي كلمته، سأل في البداية: "هل كل شيء على ما يرام؟" ثم أضاف "أريد أن تعرف وسائل الإعلام أنني لست الشخص الذي سقط"، في إشارة إلى تعثره المتكرر في مناسبات عامة، وانتشرت صور هذه الحوادث في جميع أنحاء العالم.

وخاطب بايدن الذين يشعرون بقلق حيال عمره الكبير وقدرته على تحمل ضغوط العمل بالبيت الأبيض بروح الفكاهة، كما حاول إقناع الناخبين بأن عمره وخبرته التي تزيد على نصف قرن في الحياة تعتبر ميزة في التصدي لمشكلات أمريكا، ومزح بايدن في يونيو الماضي، قائلًا: "أعلم أن عمري 198 عامًا".

ويعد بايدن أكبر الرؤساء سنًا في تاريخ الولايات المتحدة، وفي حال فوزه بولاية ثانية كما يطمح، سيكون في سن الـ86 عندما يغادر البيت الأبيض.

ويتمتع بايدن بصحة جيدة، بحسب آخر فحص طبي أجراه في فبراير، لكن التصويت لصالحه يعني المراهنة على عدم تراجع صحته وهو في هذا العمر المتقدم.

71 % من الناخبين يعتبرون سن بايدن عائقًا أمام ولاية ثانية

لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن هذه المراهنة لا تغري الأمريكيين، إذ كشفت نتائج استطلاع حديث أجراه معهد "سيينا" في ست ولايات أمريكية رئيسية، نشرتها صحيفة "نيويورك تايم" الأمريكية، أن 71% من الناخبين يجدون أن سن بايدن تشكل عائقًا أمام ولاية ثانية.

وينطبق هذا الأمر على الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يبلغ 77 عامًا بنسبة 39% فقط، رغم أنه ليس أصغر بكثير، لكن المخاوف من القدرات الذهنية للمرشح الجمهوري، الأوفر حظًا في الانتخابات التمهيدية لحزبه تزايدت في الآونة الأخيرة.

وفي استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس، منتصف سبتمبر ، عبّر الناخبون عن قلقهم إزاء عُمر بايدن وملاءمته للمنصب.

وأظهرت النتائج أن 77% من المشاركين، بينهم 65% من الديمقراطيين، قالوا إن بايدن كبير جدًا في العمر ليكون رئيسًا، بينما قال 39% إن ذهن بايدن منتبه بما يكفي لشغل منصب الرئاسة فترة ثانية.

ترامب يسخر من بايدن

ولطالما يسخر ترامب من بايدن، آخرها عندما سخر الرئيس السابق من طريقة تصرفات خلفه الحالي، خلال كلمة له في ولاية أيوا، أول أمس السبت.

وقال ترامب: "هذا الأسبوع، كان جو بايدن المحتال في سان فرانسيسكو لحضور قمة مع الصين، وبدا وكأنه ليس لديه أي فكرة على الإطلاق عن مكان وجوده، وما كان يحدث، وما كان من المفترض أن يفعله".

وحسب شبكة الأخبار الأوروبية "يورونيوز"، شدد ترامب على أن الرئيس جو بايدن لا يمكنه الخروج من القاعة، مقلدًا طريقة مشي بايدن.

وأضاف ترامب: "لقد سار مع رجل (الرئيس الصيني) يبدو وكأنه قطعة من الجرانيت، أليس كذلك؟.. إنه قوي مثل الجرانيت، إنه قوي. أعرفه جيدًا، إنه شخص شرس".

وبالنظر إلى نتائج استطلاع "سيينا"، حث المستشار السياسي ديفيد أكسلرود، كبير مهندسي حملتي باراك أوباما الرئاسيتين، بايدن على أن يسأل نفسه "ما إذا كان يترشح لمصلحته، أو لمصلحة البلاد".

ورأى الباحث المختص في قضايا الشيخوخة بجامعة إلينوي جاي أولشانسكي، أن هذا التركيز على العمر غير عادل، وقال لوكالة "فرانس برس"، إن "التقدم في السنّ لم يعد كما كان من قبل".

وتابع الباحث: "الكثير من الناس يعيشون حتى العقد الثامن من عمرهم وهم قادرون تمامًا على أن يكونوا رؤساء أو يفعلوا ما يريدون".

وكان بايدن قبل انتخابات 2020، قلل من السفر، على خلفية جائحة كوفيد-19، لكنه الآن سيضطر إلى التجول في أرجاء البلاد للقيام بمهامه الرئاسية المنهكة.

علامات التقدم في السن

ومع أن تقريره الطبي أكد أنه "قوي"، لكن ما من شك أن مشيته أصبحت متثاقلة، وكثيرًا ما يكون صوته خافتًا وبالكاد مسموعًا، وبات يستخدم السلّم الأقصر في الطائرة الرئاسية لتجنب التعثر مُجددًا.

كذلك، يكثر الحديث عن زلاته، مثل إجاباته المرتبكة حول أفلام "جون واين أو "عندما خاطب نائبة توفيت لتوها كما لو كانت لا تزال على قيد الحياة".

وقال الرئيس الأمريكي في سبتمبر، خلال اجتماع مع مانحين ديمقراطيين: "يبدو أن الكثير من الناس يركزون على عمري. أنا أفهم، صدقوني"، وذكر مرات عدة أن عمره 800 عام ممازحًا.

وفي أثناء لقائه الرئيس التشيلي جابرييل بوريتش - 37 عامًا - قال بايدن مازحًا: "مشكلتي الوحيدة معك هي أنك صغير جدًا"، لكنه يؤكد بانتظام أيضًا أن عمره ضمانة "للحكمة" في مواجهة مطبات الحياة السياسية الأمريكية والاضطرابات في العالم.

لأسباب وراثية، يرى جاي أولشانسكي أن كلًا من بايدن وترامب "من كبار السنّ الأقوياء"، وهو مصطلح يستخدمه الباحثون لوصف الأشخاص الذين يحتفظون بقدراتهم حتى سنّ متقدمة.

وأشار "أولشانسكي" إلى أنه بالنسبة للرؤساء الأمريكيين "يبدو أن الزمن البيولوجي يمر بشكل أبطأ" مقارنة بمعظم الناس.