الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خيرسون الأوكرانية نقطة التحول.. إما التحرر الكامل أو الاستسلام

  • مشاركة :
post-title
هل تصبح خيرسون نقطة الحسم لإنهاء الحرب؟

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

في مشهد مضطرب بين الحشد والتراجع، ظهرت القوات الروسية وهي تنسحب من مدينة خيرسون الجنوبية، في الوقت نفسه ظهرت قوات روسية تحتشد على رأس جسر خيرسون على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، في المقابل خرج الأوكرانيون يحتفون بنجاحات ميدانية، ومدنيون آخرون يتم إجلاؤهم، فهل ستشهد المدينة الأوكرانية معركة كبيرة أم سيحاول الروس عبور النهر ليتجنبوا محاصرتهم؟

المنحى الخطر

خلال تطورات الأوضاع في الساحة الحربية الأوكرانية، حيث التحركات العسكرية تدخل في منحى خطير للغاية منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن فرض الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية الأربع التي جرى ضمها أخيراً (لوهانسك- زابوريجيا - دونيتسك-خيرسون) بدأت التحركات الروسية تتجه لتنفيذ عمليات عسكرية كبرى خاطفة تهدف في الأساس لهدم البنية التحتية للمناطق الخاضعة للقوات الأوكرانية، وبذلك يستوضح أن موسكو ربما تسعى لانهاء الحرب بشكل سريع وتفعيل ضم المناطق الأربع كأمر واقع ومحسوم رغم التحركات الأوكرانية لاستعادة السيطرة على هذه الأجزاء.

ولتحقيق أهدافها العسكرية، اتجهت القوات الروسية في الإنتشار داخل أربع مواقع تدريب في شرق ووسط بيلاروسيا، على الجانب الآخر تشارك القوات الشيشانية من خلال عمليات تعبئة عامة لقواتها منذ أيام بالتزامن مع التعبئة الروسية وتحضير عدد من الكتائب القتالية.

وبالنظر إلى التصعيد على الحدود الغربية لبيلاروسيا، اتفق الرئيس بوتين ونظيره البيلاروسي لوكاشينكو، على نشر تجمع إقليمي من روسيا وبيلاروسيا، خاصة بعد أن وصل مستوى التهديد إلى المستوى حرج لسكان المناطق الأربعه.

وكان الهدف الروسي واضح من خلال تدمير منشآت الطاقة والبنى التحتية المهمة في سواء في الداخل الأوكراني كله أو في المناطق الأربعه، وهي إجلاء السكان في هذه المناطق وخاصة من خيرسون الي الأراضي الروسية.

هذه العوامل بغالبيتها ستكون عاملا سيحدث فرقا كبيرا بعد جمود النتائج الأخيرة التي كانت سببا في خسارة روسيا لبعض المناطق المهمة مثل كراسني ليمان وخاركيف.

الأهمية الكبري لخيرسون

تعتبر مدينة خيرسون الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لروسيا، إذ تعتبر الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم وكذلك مصب نهر دنيبرو الذي يبلغ طوله 2200 كيلومتر والذي يقسم أوكرانيا إلى شطرين.

إلى ذلك، تضم خيرسون سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء وجسر أنتونوفسكي الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبر وبقية منطقة خيرسون.

كذلك، يحمل موقع خيرسون الجغرافي أهمية خاصة، إذ يقع الاقليم على حدود منطقتي دنيبروبيتروفسك ونيكولاييف، وله حدود برية مع القرم جنوباً، فيما يطل على البحر الأسود في الجنوب الغربي، وفي الجنوب الشرقي على بحر آزوف.

وعلى الورق، المدينة الواقعة جنوبي أوكرانيا لديها كل ما يلزم لتكون موقعا من المواقع الأساسية والحاسمة التي قد يكون فيها الفيصل النهائي لإنهاء النزاعات بين القوات الروسية والأوكرانية في الجزء الجنوبي تحديدًا.

يذكر أن السلطات الأوكرانية أعلنت أن قواتها تحاصر أكثر من 1000 جندي روسي في إقليم خيرسون مع اشتداد المعارك خلال الـ48 ساعة الماضية.

المدينة الحاسمة

كان الجنرال الفرنسي المتقاعد ميشال ياكوفليف قد ذكّر مؤخرا بأن "الحرب تحسم في المدينة"، موضحًا أن مدينة خيرسون والمنطقة المتاخمه لها يوجد بها عدد كبير من الجنود الروس وهم متمرسون لترسيخ انتشارهم في المدينة وإلحاق أضرار هائلة بها إذا قرر الأوكرانيون شن هجوم، وهي عملية مكلفة دائما من ناحية الخسائر البشرية والمادية.

من جهه أخرى، فان تواجد القوات الروسية على الضفة الغربية لجسر خيرسون قد يشير الى توجه موسكو لحشد مزيد من القوات والعمل على تأمين محيط محطة زابوريجيا النووية، حتى لا تكون هدفًا في المعركة القادمة.

لكن وفق خبراء فان سمة أجواء معركة كبرى ستكون هي الحاسمة، حيث تتابع قوات كييف الصمود للحفاظ على التقدم في خيرسون، أما روسيا فقد تتخذ خطوات تكتيكية أخرى في محاولة للرجوع والسيطرة على خيرسون.

ووفق بيان الهيئة العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أوضح أنه "تحت ستار اجتماع تدريبي، تجري تعبئة سرية في القوات المسلحة البيلاروسية، وتجري الأحداث لتدريب مشغلي أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات وأطقم الدبابات، للمشاركة في العمليات العسكرية من الحدود الغربية، على الجانب الآخر في الشيشان يتم التعبئة علنيا وبشكل صريح ومباشر على الحدود".