الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"محادثات نيروبي".. مسعى عالمي لمعاهدة تحد من التلوث البلاستيكي بـ500 مقترح

  • مشاركة :
post-title
التلوث البلاستيكي

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

يسبب تلوث البلاستيك، نحو 400 طن نفايات سنويًا، ووضع المشاركون في محادثات العاصمة الكينية نيروبي، مهلة حتى نهاية العام المقبل، لإبرام معاهدة للحد من استخدام البلاستيك، وتقول جماعة السلام الأخضر المدافعة عن البيئة، إن التوصل إلى معاهدة ناجحة، يتطلب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إظهار قدرٍ أكبر من القيادة مما تظهره الآن.

وقال المشاركون في اليوم الأخير من محادثات نيروبي، التي عقدت الأحد، إن الجولة الثالثة من مفاوضات الأمم المتحدة استقطبت أكثر من 500 مقترح من المشاركين، ومن المقرر عقد جولتين أخريين من المحادثات العام المقبل، لوضع اللمسات النهائية للمعاهدة.

وتقول الدول المصنعة للبلاستيك والمصدرة للنفط والبتروكيماويات، إن المعاهدة العالمية يجب أن تشجع على إعادة تدوير البلاستيك وإعادة استخدامه، فيما يرى ناشطون في مجال البيئة وبعض الحكومات أنه يجب إنتاج كميات أقل بكثير في المقام الأول، بحسب "دويتشه فيله".

ويرى جراهام فوربس، رئيس وفد منظمة السلام الأخضر، أن الحقيقة القاسية هي أن محادثات نيروبي فشلت في تحقيق الهدف الأساسي، المتمثل في إصدار تفويض لإعداد مسودة أولية لنص معاهدة.

وبحسب، بيثاني كارني ألمروث، عالمة السموم البيئية بجامعة جوتنبرج في السويد، يرتبط البلاستيك بتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، وغير ذلك من التهديدات والأزمات الكبرى التي يواجهها البشر.

خطر التلوث البلاستيكي

تشير الدراسات العلمية، إلى أن التلوث البلاستيكي يشكل تهديدًا مباشرًا على النظم البيئية للمحيطات والغابات، وحتى على الأشخاص الذين يعتمدون على الموارد البحرية والزراعية لتأمين الغذاء والدخل المادي.

وبحسب دراسة للبنك الدولي، فإن الفرد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يطرح في المتوسط أكثر من 6 كيلو جرامات من النفايات البلاستيكية كل عام، ويعد البحر الأبيض المتوسط أحد أكثر مناطق العالم تلوثًا بتلك النفايات.

وسلّط تقرير للأمم المتحدة نشر في أكتوبر 2021، الضوء على استمرار التلوث البلاستيكي، وأنه يمكن أن يتضاعف بحلول عام 2030، محذرًا من العواقب الوخيمة للتلوث البلاستيكي على الصحة والاقتصاد والتنوع البيولوجي والمناخ، واقترح التقرير الانتقال السريع من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة، للمساعدة في تقليل النفايات البلاستيكية.

وأشار التقرير إلى أن البلاستيك يمثل نحو 85% من جميع القمامة البحرية، وبحلول عام 2040 سيتضاعف هذا العدد ثلاث مرات، مضيفًا 23-37 مليون طن متري من النفايات تلقى في المحيط سنويًا، وهذا يعني حوالي 50 كيلوجرامًا من البلاستيك لكل متر من الخط الساحلي، وهو ما يعرض كل الحياة البحرية لخطر التسمم والاضطراب السلوكي والاختناق وغيرها.

بحسب التقرير، هناك عواقب وخيمة للتلوث البلاستيكي على الاقتصاد العالمي، مُشيرًا إلى أنه بحلول 2040 قد تُعاني الشركات من مخاطر مالية سنوية تقدر بنحو 100 مليار دولار، إذا طلبت منها الحكومات تغطية تكاليف إدارة النفايات، كما يُمكن أن يؤدي إلى زيادة في التخلص غير القانوني من النفايات المحلية والدولية.

خطة التخلص من التلوث البلاستيكي

وضعت الأمم المتحدة خارطة طريق للحد من التلوث البلاستيكي، مُشيرة إلى أنه يُمكن تقليل التلوث بالمواد البلاستيكية بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2040، حال أدخلت البلدان والشركات التجارية تحولات عميقة في السياسات والأسواق باستخدام التقنيات الحالية.

ودعا تقرير الأمم المتحدة إلى 3 تحولات لتحقيق هذا الغرض، أولها إعادة الاستخدام، ويُمكن أن يقلل بنسبة 30% من التلوث بالمواد البلاستيكية بحلول 2040، وثانيًا إعادة التدوير، ويُمكن أن يحد من التلوث بنسبة 20%، بحول العام نفسه.

والتحول الثالث، بحسب الأمم المتحدة، هو إعادة التوجيه والتنويع، ويُمكن أن تؤدي الاستعاضة المتأنية للمنتجات مثل الأغلفة البلاستيكية والأكياس والمنتجات الجاهزة بمنتجات مصنوعة من مواد بديلة (مثل الورق أو المواد القابلة للتسميد) إلى انخفاض إضافي بنسبة 17% في التلوث بالمواد البلاستيكية.