مجازر لا تنتهي في قطاع غزة، فالاحتلال الغاشم لا يتوقف عن إبادة الأطفال والنساء والرجال، صرخات تحت الركام وأشلاء في كل مكان وأطفال مشردون لا يجدون أهاليهم، هذا الوضع الذي لا يمكن لأحد أن يتغافله في قطاع غزة، والأصوات المنددة لا تنقطع، ولأن الفنان جزء لا يتجزأ من مجتمعاتنا العربية، كان لكل منهم طريقة في دعم القضية الفلسطينية وسكان غزة، سواء بالتبرع أو المقاطعة أو إلغاء الحفلات منذ بداية الأزمة ومازالوا مستمرين.
مقاطعة تطبيقات
الرابر المصري ويجز لا يترك فرصة إلا ويحكي عما يحدث في غزة، ويدعم الشعب الفلسطيني، وأخيرًا أتخذ قرارًا جرئيًا بإعلان إلغاء التعامل مع موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وذلك بسبب سياسته تجاه القضية الفلسطينية.
أعلن ويجز قراراه عبر حسابه على إنستجرام وكتب: "لقد قمت بحذف Facebook وMassenger، أشعر بالخجل من استخدام Instagram وتوليد إيرادات من شركة ميتا، التي تغطي الإبادة الجماعية، ننتظر منصة لنا للتحدث دون أن نكون صامتين، الجميع سئموا من الهراء على أي حال، ونعود إلى بيوتنا".
أقدم "ويجز" على تلك الخطوة بعد أكد خلال وجوده في حفل بكندا أنّ هناك جرائم غير إنسانية يرتكبها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
حفلات مؤجلة
واختار عدد آخر من النجوم أن يتضامنوا مع القضية الفلسطينية والمجازر التي تحدث بتأجيل حفلاتهم، وهذا ليس جديدًا، فمنذ اللحظة الأولى للأزمة وهناك نجوم أعلنوا إلغاء حفلاتهم، ومن بينهم أنغام وعمرو دياب، وانضم إليهما أخيرًا المطرب هاني شاكر الذي أعلن تأجيل حفله الغنائي الذي كان من المُقرر أن يحييه ببيروت الشهر المقبل، وأكدت الشركة المنظمة أن قرار التأجيل جاء تلبية لرغبة المطرب المصري.
وأكد الفنان هاني شاكر أن هذا أقل ما يمكن تقديمه تجاه ما يحدث في غزة من مجازر، وقال في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "الفن رسالة ونحن جزء لا يتجزأ مما يحدث، ويجب أن نعبّر عن الشعب الفلسطيني الصامد، لذلك كنت حريصًا أيضًا على أن أوجه تحية لكى من ضحى من أجل تلك الأرض خلال أغنيتي الهوية العربية".
كما انضم الفنان العراقي كاظم الساهر إلى قائمة النجوم الذين أجلوا حفلاتهم، بعد أن نشر فيديو عبر حسابه الرسمي على "إنستجرام" أعرب من خلاله عن حزنه لما يحدث في قطاع غزة، مؤكدًا أنه أوقف كل حفلاته تضامنًا مع الشعب الفلسطيني لأجل غير مسمى وقال: "كلّنا معكم، والكل يحاول أن يفعل شيئًا من أجلكم".
ودعّم "الساهر" القضية بفنه أيضًا حين أعلن عن طرحه لأغنية قريبًا باللغة الإنجليزية ومن ألحانه بعنوان "أوقفوا إطلاق النار".
إلغاء عروض خاصة
وتشهد تلك الفترة طرح أفلام منتصف العام في عدد من الدول العربية، واختار بعض صنّاع تلك الأعمال التضامن مع القضية الفلسطينية بطريقتهم، وقرروا عدم الترويج لأفلامهم المطروحة مثلما فعل ياسر سامي مخرج فيلم "بلوموند" لحسن الرداد، كما تم الإعلان عن إلغاء العرض الخاص للعمل والتبرع بجانب من الإيرادات لأهل غزة.
ويقول "سامي" في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "أنا متعاطف مع القضية الفلسطينية وكل الدعم لأشقائنا، ولم أقم بأى ترويج خاص بالعمل على صفحاتي الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، لكن في النهاية طرح الفيلم ليس بيدي فهو أمر خاص بشركة الإنتاج، وأنا وحسن الرداد كنا معترضين على التوقيت وكنا نتمنى أن نستمتع مع الجمهور بالعمل وبفرحة خروجه إلى النور".
حسن الرداد أكد ما قاله مخرج فيلمه، وكتب عبر حسابه على إنستجرام: "أعلم جيدًا أن الظروف ليست جيدة، وهناك عشرات الأطفال الفلسطينيين يتعرضون للقتل على يد الجيش الإسرائيلي بشكل يومي، ومن المُؤكد أنّ هذه الأحداث تؤثر على حالتهم النفسية".
وتابع: "الفيلم تم التعاقد عليه قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية، واتفقت الجهة المنتجة له مع الشركة الموزعة على موعد محدد لطرحه بالسينمات، لذا أحترم البنود المتعاقد عليها، لكن اعتذر لوسائل الإعلام عن عدم إقامة عرض خاص له باعتباره من مظاهر الاحتفال، واتفقت مع الجهة المنتجة على التبرع بإيرادات الأسبوع الأول للفيلم كاملة، لصالح أهالي غزة كأحد أنواع التضامن مع الشعب الفلسطيني".
وحرص عمرو سلامة مخرج فيلم "شماريخ" المقرر طرحه الأيام المقبلة أن يوجه رسالة مؤثرة لجمهوره وكتب: "وقت صعب أن تعلن عن نزول فيلمك وتحاول أن تروّج له في ظروف زي دي، كما حددت هذه المواعيد سلفًا من قبل الأحداث، فيلم شماريخ سيتاح في السينمات المصرية من 14 ديسمبر، عرضه العالمي الأول 1 ديسمبر في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي".
وسبق صنّاع "بلوموند" في تلك الخطوة القائمين على الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" الذين اضطروا لعرضه في السينمات 25 أكتوبر الماضي لتطبيق شروط الأوسكار، حيث إن الفيلم مرشح السودان، وأعلنوا في بيان تضامنهم مع القضية الفلسطينية وإلغاء كل مظاهر الاحتفال.
تبرعات
وأعلن عدد من نجوم مصر والوطن العربي التبرع بإيرادات حفلاتهم للشعب الفلسطيني، فالفنان عمرو دياب استعاد نشاطه بعد توقف، ومن المقرر أن يحيي حفلًا في الإمارات ويتم التبرّع بجزء من أرباح هذا الحفل لصالح أهالي غزة.
كما أتخذ المطرب محمد حماقي الخطوة نفسها وأعلن التبرع بأرباح حفلاته الغنائية لدعم أهل فلسطين، وقال: "طول عمر الفن له قوة بتظهر فى المواقف الصعبة".
عمرو دياب وحماقي ليسا الوحيدين اللذين تبرعا بأجر حفلاتهما فقد سبقهما المطربون محمد ثروت، مى فاروق، المغربية بسمة بوسيل وغيرهم.